وصف مدير مركز دال للإعلام في لبنان فيصل عبد الساتر، قرار البرلمان الأوروبي بمواجهة الإعلام الروسي، الذي وصفت فيه وكالة "سبوتنيك" وموقع RT أو "روسيا اليوم"، بأنهما الأكثر خطورة، بأنه يأتي في سياق الحرب المتواصل التي تشنها وعدد من الدول الأوروبية بمشاركة الولايات المتحدة الأمريكية.
وأوضح عبد الستار، في تصريح خاص لـ"سبوتنيك"، اليوم الخميس، أن القرار مغاير لكل المبادئ التي ينادي بها الاتحاد الأوروبي والدول الأوروبية، والتي أتحفونا بها على مدار عقود طويلة بأنهم مع حرية التعبير والإعلام والرأي، إلا فيما يتعلق بالدول التي تعد في مواجهة مع ما يفعله هؤلاء على المستوى العالمي أو الإقليمي.
وأضاف "هذا القرار يأتي في سياق الحرب على روسيا، والمحور الذي تقوده روسيا، هي حرب سياسية وعسكرية وأمنية واقتصادية، والآن تتوج بحرب إعلامية، ولا أحد يعرف ما الذي يريد أن يصلوا إليه في نهاية المطاف، هل يريدون أن يكون الإعلام في أوروبا قالباً واحداً وشكلاً واحداً؟ أم ممنوع على الدول في الضفة الأخرى أن يكونوا في مواجهة الإعلام الذي تقوده أمريكا وتتبعها فيه بعض الدول الأوروبية".
وتابع "بمجرد أن يعتبر المفوض العام للاتحاد الأوروبي، أن وكالة سبوتنيك و"روسيا اليوم" وغيرها من الوكالات ومواقع الأخبار أو الشبكات تشكل تهديداً، فهو يأتي في سياق ما يشنونه من حروب في العالم، وأن سبوتنيك والوكالات الأخرى تساهم في تسليط الضوء على ما يجري في المنطقة من جهة، وعلى دحض الأكاذيب التي يقوم بها الإعلام الأخر".
وأكد مدير مركز دال للإعلام أن الجميع يعلمون أن كل الحرب التي تجري في المنطقة هو نتيجة للحرب الإعلامية الشعواء التي أصبحت معروفة الأهداف، ومعروفة أيضاً الجهات التي تمولها، بداية من الولايات المتحدة الأمريكية، وأيضا أمراء وقادة الخليج، وصولاً إلى إسرائيل التي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بكل هذا الذي يحدث.
جدير بالذكر أن البرلمان الأوروبي، كان اعتمد، أمس الأربعاء، قراراً بشأن مواجهة وسائل الإعلام الروسية، جاء فيه أن قناة "RT"، ووكالة "سبوتنيك"، وصندوق "العالم الروسي"، إضافة لوكالة "روس سوترودنيتشيستفو" (التعاون الروسي)، التابعة لوزارة الخارجية الروسية، تمثل جميعها تهديداً إعلامياً للاتحاد الأوروبي.
وصوت لصالح القرار 304 نواب من بين 691 نائباً شاركوا في الاجتماع، فيما عارضه 179 نائباً، وامتنع 208 عن التصويت، علماً بأن وثيقة القرار المعتمدة، لا تعتبر ملزمة وتحمل طابع توصية.
وجاء في القرار أن موسكو تقوم بـ"دعاية معادية" ضد الاتحاد الأوروبي، ويتضمن القرار جملة من الافتراءات والادعاءات، التي تقارن عمل وسائل الإعلام الروسية مثل "سبوتنيك"، بأعمال تنظيم "داعش" الإرهابي، (المحظور في روسيا وفي عدد من دول العالم)، ويحث القرار الصادر كلا من المفوضية الأوروبية والدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، على تقديم تمويل إضافي لحشد مشاريع الدعاية المضادة.