ولد فيدل كاسترو في 13 أغسطس/آب 1926، وتولى رئاسة مجلس الدولة ومجلس وزراء كوبا على مدى 30 عاما منذ عام 1976، كما تولى منصب القائد العام للقوات المسلحة ورئاسة مجلس الدفاع الوطني في الوقت نفسه.
وفي 31 يوليو/تموز 2006 سلّم فيدل كاسترو سدة رئاسة مجلس الدولة ومجلس الوزراء إلى شقيقه راؤول كاسترو، بسبب تدهور حالته الصحية.
وتشهد كوبا مراسم إحراق جسد فيدل كاسترو يوم السبت 26 نوفمبر/تشرين الثاني، حيث صرح راؤول كاسترو بأن فيدل كاسترو أوصى بحرق جسده بعد موته، مشيرا إلى أن جسده يحرق بمشيئة الرفيق فيدل في ساعة مبكرة من صباح السبت.
فيدل كاسترو والرعب السوفيتي لأمريكا
لعب فيدل كاسترو دورا كبيرا فى "قصة الرعب" الذي أصاب الولايات المتحدة الأمريكية نتيجة لنقل الصواريخ السوفيتية النووية إلى كوبا، حيث كان العالم على حافة حرب نووية حقيقية، واستناداً إلى مذكرات الزعيم السوفيتي الراحل نيكيتا خروشوف، فقد رأى الاتحاد السوفيتي من واجبه الأممي أن يقدم على نشر صواريخ بالستية لتحول دون محاولة الولايات المتحدة غزو "جزيرة الحرية" (كوبا).
في 15 أكتوبر/تشرين الأول 1962، اكتشفت طائرات التجسس الأمريكية منصات الصواريخ السوفيتية في كوبا ورأت تهديداً مباشرا للولايات المتحدة بسبب المسافة القصيرة التي تفصل بين كوبا والولايات المتحدة (90 ميلا بحريا فقط)، وقامت البحرية الأمريكية بتشكيل خط بحري يعمل على تفتيش السفن المتجهة إلى كوبا.
وكان كاسترو شبه متأكد من أن هناك غزوا أمريكيا قريبا للجزيرة، وأمر في الوقت ذاته جميع الأسلحة المضادة للطيران بضرب أي طائرة أمريكية تحلق فوق الجزيرة.
وفي 27 أكتوبر/تشرين الأول 1962، بعث الزعيم الكوبي برسالة خطية للزعيم السوفيتي نيكيتا خروشوف يحثه فيها على شنّ هجوم استباقي (وحتى نووي) على الولايات المتحدة ولكن الاتحاد السوفيتي لم يستجب لهذا الطلب.
ورضخ الاتحاد السوفيتي لمطلب إزالة الصواريخ المنصوبة في "جزيرة الحرية" شريطة أن تتعهد الولايات المتحدة بعدم غزو كوبا وبالتخلص من الصواريخ البالستية الأمريكية في تركيا، مما أدى لاستتباب الأمن وزوال الخطر.
محاولات اغتيال كاسترو
يعتبر كاسترو من أكبر المستفيدين من تفاهمات كيندي — خروشوف الأمنية، فهي من الجانب العملي قد شددت من قبضته داخل كوبا التي لن تهاجمها أمريكا، ومن جانب آخر أثبتت كوبا أنها المكان الوحيد الذي يستطيع خروشوف أن يضع صواريخه به لكي يقايض بها الرئيس الأمريكي جون كيندي لإزالة الصواريخ الأمريكية النووية الموجودة بتركيا أي على المقربة المباشرة من الحدود السوفيتية.
واتسمت العلاقة بين الولايات المتحدة وكوبا بالعداء السافر، واستمرت الإدارة الأمريكية بدعمها لمحاولات اغتيال فيدل كاسترو باستخدام عملاء من صفوف المعارضة الكوبية. إلا أن كل المحاولات العديدة لم تنجح.