فرانسوا فيون، سياسي محافظ فيما يتعلق بالمسائل الاجتماعية، ليبرالي فيما يتعلق بالاقتصاد، وقد اقترح تغيرات جذرية أكثر من نظيره آلان جوبيه، الذي أصر على العمل "اللين" بالنهج المقترح، واعتبر خطط فيون مستحيلة.
وعلاوة على ذلك، دعم السيد فيون نهجاً سياسياً، فيما يخص السياسة الخارجية، الذي يتعارض بشكل جدي مع سياسات باريس الحالية. وعلى وجه الخصوص، قال إنه "دعى لاستئناف العلاقات مع الرئيس السوري بشار الأسد لمحاربة التنظيم الإرهابي "داعش"، وللتعاون مع روسيا في مكافحة الإرهاب الدولي".
حصل فيون على سمعة "الموالي للكرملين" في واحدة من الندوات أقيمت في روسيا قبل ثلاث سنوات، عندما جلس إلى جانب الرئيس فلاديمير بوتين، وكان ينتقد سياسة هولاند التي وصفها أنها "ما وراء الأطلسية جداً"، على حد تعبيره.
وخلال حملته الانتخابية، أكد فيون طموحاته بتطبيع العلاقات مع موسكو، بحجة أن فرنسا يجب أن تتحدث إلى بوتين "متجاهلة خلافاتنا ولكن من دون استفزازات."
كان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، قد رحب سابقا بتصريحات مرشحي الانتخابات الرئاسية الفرنسية التمهيدية، بشأن استئناف العلاقات مع روسيا الاتحادية، معرباً عن استعداد موسكو للعمل مع القيادة الفرنسية الحالية والمستقبلية. ووصف بوتين، المرشح الفرنسي للرئاسة، الفائز في الانتخابات التمهيدية، فرانسوا فيون، بأنه يستطيع الدفاع عن وجهة نظره، واصفاً إياه بالشخص المحترف والمحترم.
وفي حديث مع وكالة "سبوتنيك"، قال وزير الدفاع الفرنسي السابق والمحامي من الحزب الاشتراكي جيرارد لونغيت أن "فيون بإمكانه أن يضيق على حلقة الاختلافات بين أوروبا وفرنسا في حال أصبح رئيساً لفرنسا".
"التفاهم مع روسيا يصب في مصلحة الناخبين اليمينيين…فرانسوا فيون يستخدم سلطته الدبلوماسية الفرنسية في محاولة للتوصل إلى اتفاق بين أوروبا وروسيا".
وأضاف فيون في المناظرة الأخيرة: "إذا لم نخلق الظروف المواتية لائتلاف دولي فعال، وإذا رفضنا أن نتحالف مع روسيا، فإن الشمولية الإسلامية سوف تعيث فيها فساداً".
وقال رئيس المركز الفرنسي للشؤون الخارجية والسياسية، فابيان بوسارت، لوكالة " سبوتنيك"، يوم الجمعة الماضي، إن فرنسوا فيون هو المرشح الوحيد لانتخابات الرئاسة القادر على إنشاء حوار مع روسيا، حيث قال:
"هو (فرانسوا فيون) المرشح الوحيد الذي لديه رؤية جيواستراتيجية، الذي يفهم روسيا وبإمكانه الدخول في حوار مع روسيا…وأنه لن يدافع عن المصالح الروسية، بل من شأنه أن يعزز مصالح فرنسا، لكنه سيفعل ذلك كصديق".
والجدير بالذكر، أن دميتري بيسكوف، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسية، أعلن سابقاً أن الكرملين يراقب عن كثب الحملة الانتخابية في فرنسا، مشيراً إلى أن نطاق التعاون بين البلدين يمكن أن يكون أكبر مما هو عليه حاليا. ومن المقرر إجراء الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية في فرنسا، يوم 23 نيسان/ أبريل، من العام المقبل 2017.