فالرجل القوي في مجلس الأمة الكويتي، حاصل على بكالوريوس في الهندسة الميكانيكية بدرجة امتياز مع مرتبة الشرف من جامعة سياتل الأمريكية، هو ابن شقيق عبد اللطيف ثنيان الغانم، الرئيس المنتخب للمجلس التأسيسي، الذي وضع اللبنات الأولى للنظام البرلماني الديمقراطي والدستور في الكويت، بين عامي 1962 و1963.
كما أن خاله هو جاسم محمد الخرافي، الذي رأس مجلس الأمة 12 عاما متصلة بين 1999 و2011، أما أمه، فايزة الخرافي، فهي أول كويتية تحصل على درجة الدكتوراة في الكيمياء، وسبق لها أن تولت إدارة جامعة الكويت، لتكون أول امرأة تتولى مثل هذا المنصب في العالم العربي، وقد دخلت قائمة مجلس "فوربس" الأمريكية، منذ عقد كامل، لأقوى 100 سيدة نفوذاً وتأثيراً في العالم.
ولكن المثير للجدل، أن الغانم لم يبدأ حياته كمهندس، حسب درجته العلمية، أو كبرلماني، حسب نسبه لعائلة اشتهرت كما ذكرنا، ولكنه بدأها بدخوله عالم التجارة والأعمال، فهو ابن محمد الغانم، رجل الأعمال المعروف، والذي ترأس غرفة التجارة والصناعة الكويتية عدة دورات، حيث رأس الابن عدة شركات كبرى عملت في البتروكيماويات ومواد البناء والاتصالات.
عمل رئيس مجلس الأمة الكويتي، قبل احتراف السياسة كرئيس للشركة المصرية الكويتية القابضة، التي تمتد نشاطاتها إلى الأسمدة الكيماوية والبتروكيماويات والطاقة والتأمين والتصنيع وتكنولوجيا المعلومات والنقل والبنية الأساسية في أنحاء منطقة الشرق الأوسط.
كبرلماني للمرة الأولى، عام 2006، نشط الغانم في عضوية 7 لجان برلمانية، منها لجنة الشباب والرياضة التي رأسها بين عامي 2006 و2008، حيث نجح وقتها في حل أزمة بين نادي بلاده والاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، الذي علق في نوفمبر/ تشرين الثاني 2007 مشاركة الكويت في المبارايات الدولية، بسبب ما وصفه بـ"تدخل الحكومة في شؤون اتحاد الكرة الكويتي".
اكتساب الغانم خبرة كبيرة في العمل البرلماني، كان أحد الأسباب التي جعلت الدولة تعتمد عليه لإقناع النواب بضرورة الموافقة على "الوثيقة الاقتصادية"، التي كان من الواضح أن الرأي العام في الكويت يرفضها، لها لأنها تضمنت تفويضا للحكومة بزيادة الأسعار وخفض الدعم على بعض السلع والخدمات، وهو الدور الذي قام به، وتمكن بالفعل من إثبات قدرة المجلس على البقاء.
يعتبر أنصار الغانم فوزه الكاسح في دائرته، دليلا على الرضا عن أدائه في البرلمان السابق، ولكن معارضون يرون أنه لا يملك أي رصيد سياسي، ويعتمد فقط على شعبيته وشعبية أسرته لدى الناخبين في دائرته، بسبب عمله على خدمة الدائرة طوال سنوات عضويته في مجلس الأمة ورئاسته لها، بالإضافة إلى عقده صفقات سياسية.