بيروت — سيوتنيك
مرجعاً الأسباب إلى تراجع عائدات الإعلانات والانقسامات الطائفية والمذهبية في لبنان والعالم العربي، الأمر الذي يهدد الصحافة المكتوبة في لبنان والعالم.
قال ربيع بركات، أحد كتاب "السفير" لـ"سبوتنيك" إن صحيفة "السفير" مرّت بمراحل عدة كانت مفصلية في تاريخ لبنان والعالم العربي، "صحيفة السفير عبّرت عن المد القومي العربي في بداية السبعينيات في وقت كان يشهد فيه هذا التيار مرحلة انتكاسات سياسية بعد وفاة الرئيس المصري جمال عبد الناصر.
كما كان للسفير دور كبير خلال فترة الحرب الأهلية ولا سيما بعد الاجتياح الإسرائيلي لبيروت، وبالتالي فإن المرحلة التي شهدت صعود "السفير" كانت مرحلة هامة بالنسبة للبنان وللمنطقة العربية"
ويضيف بركات "صحيفة "السفير" لطالما وجد فيها أسماء صحافيين لامعين عادوا وبرزوا في صحف أخرى، فالسفير كانت مدرسة في الصحافة وخرّجت أسماء كبيرة، كالصحافي الراحل جوزف سماحة الذي انتقل من السفير ليؤسس صحيفة أخرى هي صحيفة "الأخبار"، كذلك حازم صاغية الذي يعد من أبرز كتاب صحيفة "الحياة" اللندنية اليوم، وآخرين كثر، فالسفير عدا عن أنها عاشت عن قرب أحداث سياسية كبيرة في المنطقة، فهي خرّجت أسماء كبيرة أيضا".
ومن الأدوار الأخرى التي لعبتها صحيفة "السفير" في عالم الصحافة المكتوبة، يقول بركات "أن الهامش الذي كان متاحا وما زال لكتاب "السفير" كان أوسع من غيرها من الصحف، ولو أنها في النهاية جزءا من حالة الاصطفاف الموجودة في المنطقة ولكن يوجد فيها هوامش من الصعب أن نجدها في أماكن أخرى، فعلى سبيل المثال داخل قسم القضايا والآراء الذي أديره منذ عامين، التنويع والتشكيل في الكتّاب الصحافيين وتوجهاتهم أشك أنه موجود في مكان آخر".
وحول ما إذا كان إقفال صحيفة "السفير" يعد بمثابة نهاية الصحافة الورقية في لبنان، يشير بركات إلى أن الصحافة الورقية لم تنته في العالم بل تراجعت، وأنه يوجد في بعض الأماكن محاولات لإيجاد البدائل، على سبيل المثال صحيفة "الإندبندنت" البريطانية أوقفت النسخة المطبوعة قبل أشهر عدة وأبقت على نسختها الإلكترونية.
وفي مقارنة بين الصحافة العربية والغربية، يؤكد بركات أن "السوق الإلكتروني" في أوروبا ناضج أكثر من دولنا، "لم نصل بعد الى مرحلة تسمح لنا أن نكتفي فقط بإيرادات ومداخيل إعلانات السوق الإلكتروني، ونحن بحاجة بعد الى سنوات عدة لنصل الى مرحلة النضوج في هذه المسألة".
ويختم بركات أن آخر عدد من صحيفة "السفير" سيكون عددا أرشيفيا يستعرض أبرز المانشيتات والافتتاحيات التي نشرت في الصحيفة على مدى عمر إصدارها.
أما الكاتبة الصحافية، بيسان طي، فتقول لـ"سبوتنيك"، إنه "منذ مرحلة التأسيس إلى يوم إقفالها بقيت صحيفة "السفير" الى جانب صحيفة "النهار" تتربع على قمة الصحافة اللبنانية بشقيها المكتوب والمرئي، الخسارة اليوم هي خسارة لمدرسة صحافية بحجم "السفير" قامت باحتضان أسماء لامعة على رأسهم الصحافي الراحل جوزف سماحة، عندما نتحدث عن صحيفة "السفير" معناه أننا نتكلم عن ركن من أركان لبنان الثقافية، في سنوات من عمر "السفير" استلم فيها الصفحة الثقافية، الكاتب المسرحي السوري الرائع سعد الله ونوس".
وتضيف طي أن "السفير ليست فقط توجه سياسي أو صحيفة متميزة، هي مدرسة ووجه من وجوه لبنان الثقافي وانتهت!!".
تجدر الإشارة إلى أن صحيفة "السفير" هي صحيفة يومية، سياسية، عربية تغطي كافة الأحداث السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية والرياضية، بالإضافة إلى التحقيقات الميدانية السياسية والعلمية والبيئية في لبنان والعالم. صدر العدد الأول منها في عام 1947
وحملت شعار "جريدة لبنان في الوطن العربي وجريدة الوطن العربي في لبنان"، وكذلك شعار "صوت الذين لا صوت لهم".