وحمّلت "كتائب القسام" في بيان لها وصل "سبوتنيك" نسخة عنه إسرائيل المسؤولية الكاملة عن اغتيال الزواري، في حين رجحت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن يكون الموساد الإسرائيلي خلف عملية اغتيال الزواري.
واغتيل الزواري في مدينة صفاقس في تونس، الخميس الماضي، وهو أحد المشرفين على تطوير الطائرات بدون طيار لـ"كتائب القسام"، التي استخدمت في الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة صيف عام 2014.
ويرجَّح المحلل السياسي، حمزة أبو شنب، انتقال الصراع بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل إلى خارج حدود فلسطين بعد اغتيال الزواري، موضحاً أن عملية الاغتيال لم تكن الأولى من قِبل إسرائيل لقادة المقاومة خارج فلسطين، مما سيجعل أمر الرد من قبل المقاومة مطروحاً وبقوة.
وأكد أبو شنب في حديث لـ"سبوتنيك"، أن ملف الرد على الاغتيالات الإسرائيلية سيكون مطروحاً وبقوة على طاولة المقاومة الفلسطينية، لافتاً إلى أن "المعادلة في المرحلة المقبلة ستكون مختلفة تماماً، نتيجة أن إسرائيل أصبح لديها علاقات أوسع مع بعض الدول العربية، وأصبحت تتحرك بسهولة أكبر في الدول العربية".
وأضاف، "رد كتائب القسام على اغتيال الزواري لن يكون مرتبطاً بتوقيت محدد، حيث أن المقاومة الفلسطينية تطورت ولم تعد تتعامل بردات الفعل العاطفية، بل تتعامل بردات الفعل المدروسة المبنية على معطيات ومعلومات، وهذا ما حسَّن أداءها خلال المرحلة الماضية".
وتابع، "ستحمل الفترة المقبلة مفاجآت لإسرائيل، فربما تتفاجئ إسرائيل برد المقاومة في الخارج أو في الداخل الفلسطيني، فالمقاومة الفلسطينية استطاعت رصد القيادات الإسرائيلية على حدود قطاع غزة وبثت صور لهم، مما يشير إلى أن كل الخيارات أصبحت مفتوحة أمامها".
وأوضح أبو شنب أن وجود قادة لكتائب القسام خارج فلسطين مثل الزواري، يمثل استثمار للطاقات العربية التي تسعى لتقديم جهدها للمشروع والقضية الفلسطينية، لافتاً إلى أن حركة "حماس" تعتبر قضية فلسطين مشروع عربي وإسلامي ولا يقتصر فقط على الفلسطينيين.
من جانبه استبعد المحلل والمختص في الشؤون الإسرائيلية أكرم عطالله في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن يكون رد المقاومة الفلسطينية على اغتيال الزواري خارج حدود فلسطين.
وأوضح عطالله، أن المخول بالرد على عملية الاغتيال هي حركة "حماس"، والحركة منذ سنوات تؤكد على مسألة واحدة، وهي أنها ليست منظمة إرهابية، ولم تقم بأي فعل خارج حدود فلسطين، وأي عملية من هذا النوع سيكون لها أثار سلبية على الحركة تؤثر على طبيعة علاقتها مع العالم.ونوّه إلى أنه "من الصعب أن تقوم حركة حماس بالرد على اغتيال الزواري، لأن أي عملية رد في الخارج سيكون تداعياتها سلبية على الحركة، وأي عملية في الداخل الفلسطيني يمكن أن تجر حرب على قطاع غزة".
وأضاف، "في حال كان رد الحركة في الداخل الفلسطيني، يمكن لإسرائيل أن تستغل فترة التغيير في الإدارة الأمريكية، ووصول ليبرمان إلى وزارة الدفاع الإسرائيلية، الأمر الذي قد يسهل اتخاذ قرار الحرب على قطاع غزة، وحركة حماس غير معنية بحرب في الفترة الحالية".
الجدير بالذكر أن إسرائيل شنت ثلاثة حروب على قطاع غزة أعوام (2008، 2012، 2014) راح ضحيتها آلاف الفلسطينيين، إضافة إلى تدمير البنية التحتية لقطاع غزة بشكل شبه كلي.