تبحث قوات الناتو المضادة للغواصات والطائرات الأمريكية في البحر الأبيض المتوسط عن غواصتين نوويتين روسيتين ظهرتا على مقربة من حاملتي طائرات أمريكية وفرنسية. هاتان الغواصتان بحسب اعتقاد الناتو تراقبان حاملتي الطائرات الأمريكية والفرنسية في البحر الأبيض المتوسط. والحديث يدور عن غواصات مشروع 949A "أنتيي"، التي يطلق عليها الناتو تسمية "أوسكار-2"، وهي مزودة بصواريخ "غرانيت" المضادة للسفن، ومصممة لتدمير حاملات الطائرات.
وقد ظهرت في مدونات غربية مختصة معلومات تفيد بأن طائرات P-8A Poseidon أقلعت من قاعدة سيغونيلا في صقلية، وبدأت البحث المكثف والمستمر عن الغواصتين في جنوب شرق جزيرة قبرص، حيث ترابط حاملة الطائرات الأمريكية "آيزنهاور" والفرنسية "شارل ديغول". وكما هو معلوم، فإن حاملات الطائرات منظومات تملك حماية متقدمة، ولكن هناك حوادث تفيد بأن الغواصات النووية تمكنت من اختراق هذه الحماية، وهذا يعني نهايتها في حال وقوع حرب حقيقية.
ويؤكد الخبراء العسكريون في الغرب أن وجود هاتين الغواصتين الروسيتين في البحر الأبيض المتوسط لا علاقة له بالعمليات الحربية في سوريا، لأنهما غير مخصصتين لضرب أهداف على اليابسة. كما أنهم بدأوا يشكون في فعالية منظمة حماية حاملات الطائرات بعد اقتراب هاتين الغواصتين منها.
وكانت قيادة القوات البحرية الفرنسية قد اعترفت رسميا بتمكن الغواصات الروسية من الاقتراب من المياه الإقليمية للبلاد في خليج بسكاي. وقد أعلن رئيس هيئة أركان القوات البحرية الفرنسية، بأن الأسطول الفرنسي لا يمتلك قدرات كافية لمراقبة السواحل، إضافة إلى إرسال الطائرات بصورة دورية للحلفاء الذين لا يملكون وسائل الحماية من الغواصات.
من جانبه، قال البحار المخضرم إيغور كوردين لـ "إزفيستيا" إن ضعف قوة الناتو المضادة للغواصات أمر اعتيادي، لأنها لم تستخدم خلال فترة طويلة. و "في الوقت الذي عدنا فيه إلى محيطات وبحار العالم، لم تكن قوته المضادة للغواصات مستعدة لذلك. وإضافة إلى هذا، لدينا وسائل وإمكانات تقنية جديدة زادت من السرية. لذلك لم يكتشفوا الغواصات عندما عبرت مضيق جبل طارق، وذُهلوا من ظهورها بالقرب من حاملتي الطائرات". وأشار كوردين إلى أن "البحر الأبيض المتوسط كان خلال فترة الحرب الباردة ساحة صراع بين أساطيل الدول العظمى، حيث كان يرابط هناك بصورة دائمة لواء من غواصات الديزل الكهربائية والسفن الحربية السوفييتية".
وأضاف: "لكننا، بعد انتهاء الحرب الباردة لم يعد لنا وجود دائم في البحر الأبيض المتوسط، حتى عام 1999، حين أرسلت إلى هناك الغواصة "كورسك"، وأثار ظهورها هناك ضجة كبيرة: أولا — لأن ظهورها لم يكن متوقعا. وثانيا — لأنها تمكنت من الاختفاء عن أنظار الوسائل المضادة للغواصات كافة. وكانت هذه الغواصة تراقب حاملات الطائرات، ونفذت المهمة المناطة بها بنجاح".
ويخلص البحار إلى القول: "ليس هناك ما يدعو إلى الاستغراب من ظهور الغواصات الروسية في المنطقة بعد وصول حاملة الطائرات الروسية "الأميرال كوزنيتسوف" إليها. وإن ما يجري أمر معهود في المواجهات بين الأساطيل، هم يختبئون ونحن نبحث عنهم، وبالعكس نحن نختبئ وهم يبحثون عنا".
المصدر: RT