ولكن، هل يمكن القول حقاً أن الموساد لم يقتل القيادي (حسب حماس) في صفوف المقاومة الفلسطينية؟ وما هي الأدلة التي تملكها الحركة المقاومة لدعم اتهامها له؟ وما هو الرد المناسب على مثل هذه العملية إذا صحت الاتهامات؟ للإجابة عن هذه الأسئلة، يجب أن نعرف من هو محمد الزواري أولا.
محمد الزواري، هو مهندس طيران ومخترع تونسي، ولد في مدينة صفاقس، جنوبي تونس، وهناك درس الهندسة وعمل طياراَ، وعاش سنوات طويلة منفيا بين عدة دول عربية، ثم عاد لوطنه إثر ثورة 2011. وخلال الفترة التي عاشها منفياً، انضم إلى كتائب "عز الدين القسام"، التي ساعدها في صناعة طائرات بدون طيار.
التحق الزواري بالمدرسة الوطنية للمهندسين بصفاقس، وبعد عودته من منفاه، سجل للدكتوراه في المدرسة ذاتها، وكان يعد رسالة تخرجه حول اختراع غواصة تعمل بنظام التحكم عن بعد، وكانت رسالة تخرجه في مرحلة ما قبل الدكتوراه عن صناعة الطائرات بدون طيار.
عمل الزواري في المنفى مهندسا بإحدى الدول العربية، وبعد رجوعه إلى بلاده اشتغل مديرا فنيا في شركة للهندسة الميكانيكية، وعمل كذلك كأستاذ جامعي في المدرسة الوطنية للمهندسين، بخلاف عمله لفترة كطيار في الخطوط الجوية التونسية.
عمل الزواري في شبابه في صفوف حركة "الاتجاه الإسلامي" التونسية، التي صار اسمها فيما بعد "النهضة"، وكان نشاطه السياسي سببا في الملاحقة الأمنية له، حيث اعتقل بعد الأحداث الدامية التي ارتكبتها السلطات الأمنية يوم 8 مايو/ أيار1991، في عدة جامعات تونسية، وكانت تتويجا لحملة أمنية على "الاتحاد العام التونسي للطلبة" الذي كان أحد قياداته، والذي تم تجميد أنشطته يوم 29 مارس/ آذار 1991.
بعد الإفراج عنه غادر تونس، فتنقل بين ليبيا والسودان وسوريا، حيث استقر وتزوج، وعمل في سوريا نحو 20 عاما، قبل أن يعود لتونس عقب إسقاط نظام زين العابدين بن علي في 14 يناير/ كانون الثاني 2011.
وأثناء إقامته في سوريا، ربط الزواري علاقات مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) فكان مقربا منها، وتعاون مع جناحها العسكري "كتائب عز الدين القسام" التي استفادت من مهاراته العلمية في تنفيذ مشروعها لتأسيس وتطوير طائرات مسيرة بدون طيار، قبل أن يعود لبلاده، التي غادرها ليعيش وعاد إليها ليموت.