كما شدد بوتين على ضرورة رفع كفاءة القوات الاستراتيجية غير النووية إلى مستوى جديد نوعيا، يسمح بمواجهة أي مخاطر عسكرية قد تحدق بروسيا.
بدوره، كشف وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، أن موسكو نجحت في إبطال مفعول الخطر الناجم عن صواريخ "توماهوك" الأمريكية المجنحة، التي قد تنشرها الولايات المتحدة قرب حدود روسيا على منصات الإطلاق التي تدخل في قوام العناصر الأوروبية للدرع الصاروخية الأمريكية.
ولفت إلى أن هذه المنصات التي تنشرها واشنطن في بولندا ورومانيا، ستصبح قادرة على إطلاق صواريخ "توماهوك" بعد إضفاء تعديلات بسيطة عليها. وأشار إلى احتمال نشر ما بين 150 و200 صاروخ من هذا الطراز، الذي يبلغ مداه 2400 كم، على طول حدود روسيا، إذ سيكون بوسع تلك الصواريخ الوصول إلى حدود روسيا في غضون 10 دقائق.
وأشار الوزير أيضا إلى أن نشر أكثر من 200 قنبلة نووية أمريكية محدثة في أوروبا، وتحديدا في بلجيكا وإيطاليا وهولندا وألمانيا وتركيا. وأشار إلى ظهور صعوبات جديدة ناجمة عن هذه الخطوات، مشددا على أن روسيا مضطرة للرد على هذه التطورات.
كيف سترد روسيا على هذه التهديدات:
صواريخ "زيركون" الخارقة
تمكنت روسيا في الآونة الأخيرة ن إجراء اختبارات على صواريخ كروز "زيركون"، التي يمكنها الانطلاق بسرعة مذهلة تبلغ 4000 ميل بالساعة، حيث سيتم تجهيز غواصات الجيل الخامس الروسية بهذه الصواريخ الحديثة.
وتستطيع هذه الصواريخ أن تنطلق بسرعة تصل إلى 5-6 أضعاف سرعة الصوت، ما يعني أنه قد تصل سرعته إلى حوالي 4500 ميل بالساعة.
صواريخ " Х-101"
استعملت قاذفات سلاح الجو الروسي الاستراتيجية، لأول مرة، صواريخ جديدة من طراز "اكس-101" يصل مداها إلى 4.5 ألف كم، في قصف مواقع الإرهابيين.
ويمكن أن يجهز الصاروخ برؤوس حربية مختلفة إما شديدة الانفجار أو صغيرة الانفجار. ولذلك الصواريخ قادرة على تدمير هدف واحد أو أهداف متعددة، بما في ذلك المتحركة والثابتة، مثل المخابئ المحمية بشكل جيد والتي تقع تحت الأرض. وفي الوقت الحالي، لا تمتلك أي دولة طائرات قادرة على ضرب هدف على بعد 5500 كم سوى روسيا.
هذه الصواريخ المجنحة تزود بها الطائرات الاستراتيجية الحديثة. مثل هذه "الذراع الطويلة" تسمح لطائرات "تو-160" بتدمير الأهداف في أي مكان في العالم، دون الدخول في منطقة الدفاع الجوي للخصم. وبفضل نظام التوجيه الحديث تصيب صواريخ X-101 الهدف بدقة عالية. وتم ضرب الإرهابيين بـ48 صاروخ من هذا الطراز.
صواريخ "سارمات" النووية
وبدأت روسيا اختبار صواريخ "سارمات" النووية التي يبلغ وزنها أقل من 100 طن. ومداها 11 ألف كيلومتر. وهناك نوعان للرؤوس النووية نوع يعمل كصواريخ مجنحة شبح ونوع كصواريخ أسرع من الصوت. وهي تغير مسارها وارتفاعها بحسب الحاجة، وبذلك فإن الدرع الصاروخي لن يستطيع رصد مسارها.
صورايخ "إر إس 28" المميزة تمنح روسيا الفرصة لأول مرة في تسديد ضربات دقيقة في إطار الحرب الإقليمية باستخدام رؤوس غير نووية. وتكفي الطاقة الحركية لرؤوس الصاروخ الحربية لتدمير مركز قيادة حصين أو خطوط دفاعية.
والأكثر من هذا أن الجيش الروسي استطاع تصنيع طائرة تحمل صواريخ "سارمات"، حيث يعد المشروع 4202 هو مشروع طائرة شراعية تفوق سرعتها سرعة الصوت وستكون قادرة على الوصول إلى سرعات بين 7 و12 ماخ، وقادرة على المناورة للتغلب على أي دفاع صاروخي.
ومن مميزات صاروخ "سارمات" أنه خفيف الوزن، يستطيع حمل عدد كبير من الرؤوس الحربية، وهو قادر على التحليق لمسافة أكثر من 11 ألف كيلومتر، فهذا الصاروخ عابر للقارات ولديه خصائص ومزايا فريدة من نوعها أبرزها قدرته على تغيير الارتفاع والاتجاه والسرعة، ولديه مستوى عال من الحماية النشطة في شكل أنظمة مضادة للصواريخ والدفاع الجوي ومستوى عال من التحصينات الأمنية.