وزارت أورتيز المناطق الواقعة تحت حماية الحكومة، المناطق المحررة، وبعض المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة. وتحدثت مع كل من المعارضة ومع "المحايدين"، ومع أنصار الحكومة.
وخلال زيارتها الأخيرة إلى البلاد زارت هي وطاقمها حلب لتقدم نسخة من المواد المفقودة، وتزامنت زيارتها مع الأيام التي كانت تحرر فيها المدينة.
وقالت كارلا لوكالة "سبوتينك": "إننا كنا نسمع كل 30 ثانية صوت انفجار. عندما يأتي الأجنبي إلى هذا المكان يدرك أن الحياة لا يمكن أن تسمى بالحياة الكريمة في ظل الظروف التي تعيشها المدينة".
ويتحدث الفيلم الوثائقي "صوت سوريا" من إنتاج بوليفي، وفقا لأورتيز، عن الحرب "بأفواه مواطنين سوريين حقيقين" وسيعرض في سوريا وبوليفيا في يونيو/ حزيران عام 2017.
وقالت الممثلة: "إن خطأ الغرب، هو أنه يعتقد أن الشرق الأوسط يعيش في صراع مستمر، أن هذه مشكلة ليس لها حل، أنه لن يكون هناك سلام. نسينا أن القوى العظمى دائما تلعب بما يناسب مصالحها السياسية والاقتصادية. وهذا أدى إلى الابتعاد عن هؤلاء الناس، واعتبارهم ميتين. وعندها وثقنا في أن منظمات حقوق الإنسان ستقدم المساعدة، التي ادعت أنها متواجدة في منطقة الصراع، والتي لم تكن قادرة على نقل ما يعيش السوريين بشكل صحيح. خلافا للاعتقاد الشائع، في سوريا يوجد معارضة معتدلة. إنهم هؤلاء الناس الذين في بداية النزاع طالبوا بإصلاحات وليس باستقالة الحكومة.
وأجابت كارلا على سؤال حول كيف تشوه المعلومات التي تصل إلينا قائلة: "لقد زرت سوريا عدة مرات ولم أر ولا مرة موظف في الإعلام الغربي في مناطق سفك الدماء. وعلى كل الجبهات السورية التي كنت فيها، لم أر أي أحد من وسائل الإعلام الغربية، لم أر سوى Russia Today. فكيف لهم أن "يغطوا" أحداث الحرب وتحرير المدينة أو القول إن "حلب تحترق"، إن لم يكونوا في هذه الأماكن، أما أنا فكنت هناك وأستطيع أن أتحدث عن هذا
وأضافت: "وسائل الإعلام تركز فقط على الصراع العسكري والحرب الأهلية في سوريا، ولكنها تنسى التحدث عن العصابات الأجنبية التي أصبحت مصدرا لزعزعة الاستقرار. عندما زرت تدمر بعد تحريرها من "داعش" كانت مدينة أشباح، الناس في الشوارع كانت تتحدث كيف كان "داعش" يستخدم علب القصدير لقطع الأرقاب، أخبرنا الأطفال بهذه القصص. لقد ارتكبنا الكثير من الأخطاء، صدقنا الأخبار، دون أن نبحث عن مصدرها، وبدأنا بتكرارها.
وردا على سؤال حول كيف تصف الشعب السوري، قالت إن السوريين يحبون أرضهم، لا يهتمون بالأديان، بل كيف يعاملون الناس، والمتطرفين الأجانب الذين تسللوا إلى سوريا شوهوا سمعة السوريين. وخلفوا لدينا انطباعا بأن السوري إنسان منعزل مجنون متشبث بدينه. أنا رأيت في سوريا المسيحي يرافق المسلم والسني يصاحب الشيعي.
السوري-إنسان يحب السلام ويريد أن تنتهي الحرب. في هذه الدولة الصغيرة يحارب 16 جيشا من جيوش العالم. إن هذه لم تعد حرب أهلية. وسائل الإعلام تنسى أن روسيا وإيران والولايات المتحدة وتركيا والسعودية وفرنسا وبريطانيا وكذلك 47 جماعة مسلحة، من بينهم 40 تقريبا إرهابية، متواجدين في سوريا.
هذا خطأنا. نحن لا نسمع ما يريده السوريون. نحن نستمع إلى شهادات السوريين الذين فروا من بلادهم منذ سنوات عدة، ولا يعرفون ما يجري هناك. كل شيء تغير في ست سنوات. اليوم الناس أصبحوا ضحايا للإرهاب والحرب، ويريدون إيقاف دمار بلادهم وقتل الناس.