ففي النوريج يمارس الكثير من السكان عادة إخفاء المكانس في يوم رأس السنة، ويقومون بذلك وربما لا يعرفون أن السبب هو اعتقاد قديم بأن الأرواح الشريرة تأتي عشية يوم الميلاد لسرقة المكانس لتركبها وتذهب بها إلى السماء، وبالتالي فمن الضروري إخفاء المكانس حتى تحرم الأرواح الشريرة من الوصول إلى السماء.
وفي إيطاليا هناك اعتقاد شبيه بذلك، إذ يقع الأباء أمام أزمة إقناع الأطفال بسبب عدم ظهور "بابا نويل"، لذا يحالون إقناع الأطفاال أن هناك ساحرة طيبة تدعى (بيفانا)، تنحدر من آلهة رومانية تدعى (سترينا)، تقدم الهدايا لهم في جميع أنحاء إيطاليا، وبذلك لا ينتظر الأطفال ظهور سانتا كلوز التقليدي بعربته، ويحلمون بهذه الساحرة لتحقق لهم أمنياتهم وتقدم هدايا عيد الميلاد، لكن الغريب أن هذا الاعتقاد يستمر أحيانا مع الأطفال حتى بعدما يكبروا.
© AFP 2023 / Michal Cizek"شجرة عيد الميلاد في مدينة براغ، التشيك 5 ديسمبر/ كانون الأول 2016
"شجرة عيد الميلاد في مدينة براغ، التشيك 5 ديسمبر/ كانون الأول 2016
© AFP 2023 / Michal Cizek
أما في أوكرانيا، فلديهم اعتقاد راسخ بأن العنكبوت يجلب الحظ، لذا يحرصون على تزيين شجرة عيد الميلاد بعنكبوت صناعي ومعه شبكته، وأن وجود هذه الشبكة في صباح رأس السنة يجلب الحظ الجيد، طوال العام، وترسخ هذا الاعتقاد بسبب أسطورة شعبية تقول أن امرأة فقيرة جدا لم تستطع شراء شجرة عيد الميلاد ومستلزماتها لأسرتها، وذات مرة في صباح يوم رأس السنة استيقظت لتجد العنكبوت قد قام بتقليم شجرة لأطفالها مستخدما شباكه، وعندما أشرقت شمس الصباح عليهم تحولت تلك الشباك إلى فضة وذهب، ففرح الأطفال، وتحول فقر الأسرة إلى غنى وسعادة، وبذلك أصبح العنكبوت وشبكته عنصرا أساسيا في الاحتفال برأس السنة في أوكرانيا.