وعلى مدى خمس سنوات من الحرب السورية، تحولت القلعة إلى نقطة تماس على خط القتال، إذ تحصّن الجيش السوري في داخلها من جهة وتمركز المسلحون في محيطها.
المقدم غانم محمود قائد العمليات الحربية في المنطقة يكشف لمراسلة "سبوتنيك" سر صمود القلعة، فيقول: قلعة حلب بقيت طوال الحرب تحت سيطرة الجيش السوري، رغم أن السلحين بذلوا جهدا مركزا على أخذ القلعة، ولو أخذوها لكانت انتهت حلب.
يكمل المقدم حديثه، كنا نحو 30 شخصاً نحمي القلعة، نتعاون مع بعضنا البعض، ولم يكن لدينا تميز بين عسكري وضابط، فهمنا الوحيد حماية القلعة. كنا نبّدل مع شباب موجودين في الأسواق عبر نفق تم حفره خلال 15 يوم، نعمل على مد القلعة بالطعام والماء والذخيرة عبره، لأن الشارع الذي كان يفصل بين القلعة والسوق مقنوص من قبل العصابات الإرهابية المسلحة.
ويؤكد المقدم حاول المسلحون السيطرة عليها مرات عدة خلال الهجمات من محيط قلعة حلب وأكثر من ثلاث مرات تسللاً عبر الأنفاق، ولكن محاولاتهم باءت بالفشل بفضل صمود حامية هذه القلعة.
ودارت معارك عنيفة منذ اليوم الأول لدخول المسلحين المدينة وغيرّت معالم أسواق المدينة القديمة والمقاهي التي كانت منتشرة بكثرة أمامها.
وخلّفت عشرات التفجيرات والهجمات دماراً كبيراً، حيث كانت المجموعات المسلحة تسيطر على معظم الأسواق وكان الجيش السوري يعتمد على الأنفاق للوصول إلى داخل قلعة حلب ونقل المؤن والإمدادات والذخيرة لقواته المتحصّنة في داخلها لأكثر من أربع سنوات.
وترتفع قلعة حلب عن مستوى المدينة حوالي 33 متراً فوق تل بيضاوي الشكل يحيط بها سور حجري فيه 44 برجاً دفاعياً من مختلف الأحجام بطول يصل إلى 900 متر وارتفاع حوالي 12 متراً.
للحصول على المزيد من المعلومات عن قلعة حلب تابع الرابط