وصف الرئيس السابق للجنة العلاقات الخارجية بمجلس الأمة الجزائري، "إبراهيم بولحية" ثورات الربيع العربي بـ"الجحيم المؤامراتي العربي"، وذلك في معرض حديثه حول الاحتجاجات التي شهدتها بعض المدن في البلاد خلال الأيام الماضية، أثناء حواره في برنامج "بوضوح" عبر أثير "سبوتنيك" في حلقة الجمعة.
كما وصف "بولحية" الشعب الجزائري بالغيور على أمنه واستقراره ودولته، والواثق بقرارات حكومته، والذي لم يسمح سابقا باحتجاجات عام 1988، أن تزعزع استقرار وطنه، وبالتالي فهو خير من يتصدى لأي محاولات للزج بالبلاد في مستنقع الربيع العربي الذي دمر أوطانا عربية كثيرة، رآها الجزائريون ويربأون بدولتهم عن الانخراط فيها، تحت قيادة تتسم بالحكمة بزعامة المجاهد عبد العزيز بوتفليقة.
ورجح "رئيس لجنة العلاقات الخارجية السابق"، بأن أسباب تلك الاحتجاجات لا يقف قانون المالية الجديد وراءها وليست الزيادات المقررة فيه هي السبب الرئيس فيها، حيث أن أي قانون مالية يتم وضعه أو تعديله في العالم، يترتب عليه ردود أفعال شعبية قد تكون غير صحية وغير سليمة، إلا أن ما حدث في مدينة بجاية تم تصويره والترويج له بشكل مبالغ فيه، نتيجة للنوايا الخبيثة التي تم تأجيج الشباب واستغلال حماستهم المرتبطة بحداثة سنهم للقيام بردود أفعال عنيفة وغير مدروسة من شأنها المساس بأمن واستقرار البلاد، حيث أن الزيادات الفعلية في قانون المالية الجديد، هي لبعض المواد الكمالية ذات الاستهلاك غير الواسع، والتي لا تتطلب كل هذا الغضب والعنف.
وأوضح "بولحية" أن في الجحيم الذي عاشه الجزائريون أثناء "العشرية السوداء"، في تسعينيات القرن الماضي، والتي هدمت فيها مؤسسات الدولة، ودفع ثمنا لها الشعب الجزائري مقدراته من الأموال والأرواح ، مايحول بينه وبين العبث بأمن واستقرار وطنه، أياً كانت الأسباب.
وأشار "بولحية"، خلال حواره إلى التصريح الأخير لرئيس الوزراء الجزائري، قائلا: "بن سلال" مصيب في تصريحه، وأتى تصريحه حاملا لرمزية يعقلها الجزائريون، ويتقنونها، فنحن أول من جرب ويلات الحروب والانقسامات ، وسبقنا شعوبا جربت الربيع العربي، وليس لدى الشعب الجزائري أيّ نية لتجارب تفقده المزيد من الدماء".
يذكر أن رئيس الوزراء عبد المالك سلال في تعقيب على أحداث العنف التي شهدتها بلاده مؤخرا، قال "إن "بلاده لا تعرف الربيع العربي ولا هو يعرفها".
إعداد وتقديم: دارين مصطفى