ظهر اسم جلود على الساحة مؤخراً، بعد أن اتهمه هانيبال القذافي في جلسة استجواب بلبنان، بتصفية الإمام موسى الصدر ورفيقيه الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدر الدين، في الأراضي الليبية، وبرأ اسم والده القذافي من قتل الثلاثة، ولم تكن تلك المرة الأولى التي يذكر فيها هانبيال اسم جلود أثناء الاستجواب، ولكنها المرة الأولى التي يذكر فيها اسمه بوسائل الإعلام.
جلود كان مشاركا في حكم ليبيا بكل قوة وبثقل كبير، مناصفة مع القذافي ولم يعارضه في افكاره وتصريحاته، وأيدها بقوة وكان هو العقل المدبر للقذافي، فلم يكن العقيد يستطيع فعل شيء بدون مشاركة وتدبير وتخطيط جلود، شارك القذافي في الحكم طوال الفترة ما بين 1969 وحتى 1992 بشكل مباشر، ولم يسجل أن ظهر الرئيس الليبي على الشاشة بدون شريكه، ولم يلق القذافي خطابا إلا وعقبه تعليق أو خطاب لعبد السلام جلود.
الرجل الثاني امتلك الكثير من مفاتيح ملفات القذافي، خصوصا الخارجية منها، كالحرب الأهلية اللبنانية، إلى التدخل بين القوى الفلسطينية، وحتى التوترات بين مصر وليبيا أيام السادات، وقيل إنه وضع يده على مليارات الدولارات، المملوكة للقذافي وأدار ثروات هائلة، حتى رغم خروجه من الصورة، وظهوره في حالة الرفيق المغضوب عليه، لكن المقربين من نظام القذافي قالوا رغم تركه المنصب الرسمي، إلا أنه كاتم السر الأوحد للعقيد الراحل، ومهندس حركة أموال العائلة، وتحريكها بعد 17 فبراير/شباط 2011، حتى هروبه من ليبيا في أغسطس/آب 2011.
عاش جلود مع القذافي منذ سجنا معاً على أثر مشاركتهما في احتجاجات شعبية، حتى وجودهما معاً في الجيش الليبي، ثم الحكم، وبعد الهروب من ليبيا، خرج جلود بتصريحات كثيرة ضد القذافي، سواء في صحف، أو حلقات تلفزيونية، على قنوات مثل العربية والجزيرة، صاغ اتهامات كثيرة للرئيس الليبي السابق، أهمها أنه لم يشارك في "ثورة الفاتح"، وأنها كانت ثورة شعبية أصر على تحويلها إلى عسكرية، أهمها تعليقه على موت رفيقه السابق معمر القذافي، "هذه نهاية كل طاغية. نعتقد بأن الله سبحانه وتعالى أراد أن ينعم على الشعب الليبي بالأمن والاستقرار. لقد خسرت القوى الفاشية المرتبطة به ومعها الطابور الخامس…القلب الذي كان يمدها بالدم والحياة".
شغل جلود عدة مناصب، أولها نائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية والحكم المحلي في 16 يناير/كانون الثاني 1970، وزير المالية في أكتوبر/تشرين الأول 1970، وزير الاقتصاد والصناعة والمالية من 13 أغسطس 1971، عضو مجلس قيادة الثورة ورئيس الوزراء في الفترة من 16 يوليو/تموز 1972 إلى 2 مارس/آذار 1977. تولى العديد من المهام في الفترة من 1977 وحتى ابتعاده في 1992.
إعداد: مصطفى الكيلاني