ونقصد هنا بالتحديد النشاط الكبير والواسع الذي تقوم به روسيا بهذا الشأن، بالارتكاز على مقررات ومبادىء الشرعية الدولية، يقابله نشاط الولايات المتحدة ودول الغرب، التي يعتبر نشاطها منحازاً إلى الطرف الإسرائيلي بشكل واضح دون القدرة على إيجاد أي صيغة توافقية تقبل بها جميع الأطراف بمافيها الطرف الإسرائيلي.
وإليكم تفاصيل الحوار:
سبوتنيك: الى أي حد يمكن للفصائل الفلسطينية أن تتجاوز الخلافات القائمة وتستغل الفرص المتاحة لدعم قضيتها في ظل توجه دولي يبدو أنه جدي لحل القضية الفلسطينية ؟
قيس عبد الكريم: علينا أن نميز بين مؤتمر باريس وبين مايجري في موسكو ، مايجري في موسكو هو حوار بين الفصائل الفلسطينية من جهة ، وبين القيادة الروسية من جهة أخرى ، الهدف منه هو الإعداد لتحرك دولي جدي يمكن أن ينتج عنه تقدم لإيجاد حلول للصراع الفلسطيني الإسرائيلي ، وماحدث في باريس كان يقتصر على إبداء نوايا من قبل عدد هام من الدول دون شك 70 دولة ومنظمات دولية إجتمعت لتعلن أهمية وضرورة إيجاد حل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي ، ولكن دون أن ينتج عن هذا اللقاء أي نتائج أكثر من إعلان النوايا ، والبيان الذي صدر بياناً فاتراً مضمونه ليس واضحاً في العديد من النقاط.
قيس عبد الكريم: لا الشعب الفلسطيني في الواقع لم يكن يعلق آمال كبيرة على مايجري في باريس ، هناك بعض الأخوة في القيادة الفلسطينية كانوا ينتظرون من هذا المؤتمر الكثيرة ، وكانت هناك محاولة لإشاعة الأوهام حول النتائج التي يمكن أن يتم التوصل إليها ، لكن بالنهاية كان واضحاً مدى قدرة هذا المؤتمر وماذا يمكن أن يفعل ، وكما قلت لك آنفاً أن البيان الذي صدر عن المؤتمر هو إعلان سياسي فاتر و أكثر غموضاً من القرارات الواضحة التي إتخذت من قبل الأمم المتحدة ، ومع ذلك من الواضح تماما أن هناك إهتماماً دولياً عبرت عنه الأطراف المجتمعة في باريس حول ضرورة أن يكون هناك حل سياسي للصراع ، لأن هذا الصراع يشكل منبعاً لكل حالة عدم الإستقرار والتوتر في المنطقة ، والتي تتغذى منها كل إتجاهات التطرف والإتجاهات التي يمكن أن توصف بالإرهاب في منطقتنا ، وتتغذى منها أيضاً الصراعات الدموية الطائفية والمذهبية وغيرها.
سبوتنيك: أستاذ قيس من الواضح أن الفرقاء الفلسطينيون لايثقون بهذه اللقاءات التي ترعاه نفس الدول التي يشكل بعضها اللجنة الرباعية الدولية والتي بالمجمل لم تحقق اي إنجاز حقيقي ينصف الشعب الفلسطيني بحقه في أرضه وحق العودة وغيرها عد بعض الدول التي لها مواقف إيجابية فردية ، ونقصد هنا الطرف الروسي الذي يحظى بثقة القيادة والشعب الفلسطيني ، هل هذا يشكل إرتكاز حقيقي على الدور الروسي والثقة الكبيرة بالطرف الروسي في ظل غياب دور عربي فاعل في ظل الظروف التي تعيشها بعض دول المنطقة ؟
قيس عبد الكريم: كما تفضلت أولاً الموقف الروسي كان دوماً مؤيداً للحقوق الوطنية الفلسطينية ، وأيضاً مؤيداً لحل سياسي يقوم على أساس قرارات الشرعية الدولية التي تضمن هذه الحقوق ، وبشكل خاص حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة في حدود الرابع من حزيران 1967 بمافيها القدس العاصمة ، وكذلك أيضاً حل قضية اللاجئين على أساس قرارات الشرعية الدولية ، هذا الموقف الروسي لم يتزحزح ، وروسيا إعترفت بالدولة الفلسطينية منذ أن أعلنت في عام 1988 ، وهي ماتزال تمارس دورها حتى الآن بما في ذلك رعايتها لمؤتمر السلام في مدريد ، ومن خلال مشاركتها في مؤتمر أنابوليس. لاتزال رويا تسعى الى الوصول الى حل سياسي للصراع ، ولكن حل سياسي لايشبه تلك الحلول التي تسعى إليها الولايات المتحدة الأمريكية التي هي حلول منحازة الى الجانب الإسرائيلي وانما الى حل سياسي متوازن يقوم على أساس الشرعية الدولية.
سبوتنيك: أستاذ قيس للأسف لايمكن الحديث عم القضية الفلسطينية في برنامج ولعدة دقائق ، لكن دعني أطرح السؤال التالي في ختام هذا الحوار هل هناك من نتائج خفية للقاءات موسكو حول التوصل الى صيغة نهائية للذهاب بها الى الامم المتحدة ومجلس الأمن لإنتزاع حقوق الشعب الفلسطيني بقرار دولي نافذ تلتزم جميع الأطراف بتطبيقه ؟
قيس عبد الكريم: أعتقد أننا لم نصل بعد الى هذه المرحلة ، لكن أعتقد أنه توجد إمكانية للوصول اليها في المستقبل ، آمل أن يكون قريباً ، الموقف الروسي واضح وهو أنهم سيبذلون كل جهد من أجل تحرك دولي لحل الصراع على أسس متوازنة ، وأن هذا التحرك الدولي له مقومات ويجب أن تنتج شروطه ومقوماته وأن لايتحول الى حركة ذات نوايا حسنة أو تعبر عن نوايا حسنة كحركة باريس ، ولذلك الروس يعملون بدأب وبثبات من أجل إنضاج ظروف هذا التحرك ، ولقاءنا في موسكو هو واحدة من الحلقات في سبيل إنضاج هذه الظروف.
سبوتنيك: أستاذ قيس شكرا جزيلاً لكم
قيس عبد الكريم: شكراً لك أهلا بيك
أجرى الحوار: نواف إبراهيم