وأضاف البيوش في حوار مع "سبوتنيك"، انشققنا عن الجيش حتى لا نقتل شعبنا، ولم تكن لدينا أجندات خارجية، وتم دعمنا من أصدقاء سوريا الإقليميين والدوليين، ونتمنى أن تكون الأستانة، بداية الطريق لحقن الدماء وتحقيق آمال الشعب السوري.
وإليكم نص الحوار كاملا:
سبوتنيك: "الأستانة" كانت محطة مهمة جداً للحكومة السورية وفصائل ومجموعات المعارضة، وأنتم تمثلون الجانب العسكري في الوفد…فكيف تقيمون هذه اللقاءات؟
منذ بداية ثورتنا مقتنعون أن الحل يجب أن يكون حلا سلميا وليس عسكريا، لكن النظام هو من أجبر المتظاهرين على حمل السلاح دفاعاً عن أنفسهم، وهذه فكرتنا منذ البداية، لكن النظام في معظم اللقاءات التي حصلت في "جنيف1" وقرارات مجلس الأمن لم يلتزم بها على الإطلاق، ولم تكن هناك أي دولة تقول أنها ضامنة لهذا النظام، وعندما تدخلت روسيا وضمنت هذا النظام في الفترة الأخيرة وكانت تركيا هي الوسيط بيننا، فنحن قبلنا بروسيا، فهى دولة عظمى تتكلم وقادرة على إثبات كلامها.
سبوتنيك: أنتم من "الجيش السوري الحر"، وهو مجموعة من الضباط الذين انشقوا عن الجيش السوري في بداية الأزمة…حدثني كيف انشقيت عن الجيش وإلى أين اتجهت، وما هي الأسباب الحقيقية، صراحة، وهل تغيرت أي معطيات منذ بداية الأزمة، أم سارت باتجاه آخر؟
التاريخ هذا موجود ومثبت بكل الأدلة، فبداية انطلاق الثورة، في الشهر الثالث، خرج المدنيون يطالبون بحرية وبكرامة فقط وهذا مطلب لأي إنسان، فكنا مع هذه المطالب، ولكن عندما بدأ قتل المدنيين وبدأ النظام يقول أن من يفعل ذلك هم مندسون، وهذا كلام عار عن الصحة، وبدأت مجازر بالمدنيين وحدثت مجزرة "بانياس" التي قتل فيها المئات من المدنيين، وفي بداية الثورة تم اعتقالي من قبل المخابرات الجوية وبقيت تحت التعذيب لمدة سنة كاملة وبدون أي سبب، وبعدها خرجت بريء ولم يقل لي أحد "آسفون".
سبوتنيك: خرجت ثم عدت إلى الجيش؟
نعم خرجت، وعدت إلى الجيش، ولكننا كنا ضد هذا الإجراء الذي قام به النظام، وكجيش وكضباط، أقسمنا على حماية الشعب وحماية البلد، فعندما تخرجنا من الكلية الجوية أقسمنا كضباط على حماية هذا الشعب وليس على قتله، فأنا انحزت إلى أهلي لم أنحاز إلى نظام أو حكومة، وقتالي مع النظام ليس طائفي أو عقائدي، بل هو قتال مظلوم ضد ظالم، والدليل أن معنا بالتشكيل من كل الطوائف ولهم مالنا، ومن قناعاتي وإيماني أن العيش المشترك هو لكافة السوريين بغض النظر عن قوميتهم أو طائفتهم أو دينهم.
سبوتنيك: يقولون إن "الجيش السوري الحر" اختفى من الوجود وقام بمجازر في عدة مناطق من الشمال السوري، وأنتم لجأتم إلى تركيا وتنفذون أجندات تركية، وتنضمون الآن إلى مجموعات إرهابية مسلحة…كيف تردون على تلك الاتهامات…أرجو الإجابة بكل صراحة…وأسألك أيضاً هل يوجد أي قانون بأي دولة بالعالم يسمح بحمل السلاح ضد الدولة والجيش؟
خلال سنوات الثورة كاملة لم يكن هناك أي قتل لأي مدني عن طريق الجيش الحر إطلاقاً، ولكن بعد دخول التنظيمات الإرهابية كـ"داعش" هي من قامت بكل ذلك، وحاربنا تنظيم "داعش" قبل أن يعلنه العالم إرهابيا، فنحن من حاربنا "داعش" بداية وطردناه من محافظة إدلب، فنحن لسنا متطرفين ولا نتبنى الأفكار المتطرفة، بل نتبنى الأفكار الوطنية، ودخلنا قرى من طوائف مختلفة وكانت المعاملة جيدة جداً معهم…لا يوجد أي دليل على أن الجيش الحر قام بأي مجزرة ولكن لدينا أدلة على أن النظام استخدم الكيميائي، وقصف المدنيين في المدارس والمستشفيات، ونحن كجيش حر أهدافنا عسكرية والمدنيون ليسوا أعداءنا.
سبوتنيك: وماردك على أنكم كنتم تستخدمون المدنيين كدروع بشرية في بعض المناطق؟
هذا لم يحدث إطلاقاً، ونحن كجيش حر، كنا دروعا للمدنيين ووجهنا نداءات إلى الطيران الذي كان يقصف قواتنا أن يبتعد عن المدنيين، فنحن لم نحمل السلاح في وجه الدولة، بل حملناه في وجه نظام استخدم الجيش لقتل الشعب.
سبوتنيك: يتساءل الكثيرون من أين أتيتم بالتمويل والسلاح؟
نحن دعمنا من جانب أصدقاء الشعب السوري في مؤتمر حضره أكثر من 112 دولة، منها تركيا والسعودية وقطر ودول الاتحاد الأوروبي بالكامل وأمريكا، وهذا الدعم لم يكن مرتبطا بتنفيذ أجندات، والدليل على ما أقول هو أننا هنا ولو كانوا يريدون أن تستمر ما جئنا إلى الأستانة، فنحن هنا كسوريون ونريد حل ونتحمل كل الضغوط.
سبوتنيك: الشعب والوطن هم من تحركتم من أجلهم، فهل سنرى "الجيش السوري الحر" إلى جانب الجيش السوري ضد "داعش" و"النصرة" المصنفين إرهابيين عالمياً؟
بداية، ثورتنا هي ثورة حرية وكرامة وبناء وليست تخريب، أما النظام فقد قصف حمص وحلب بطيرانه، أما سلاحنا فلا يستطيع هدم أبنية، والدبابات الموجودة لدينا حصلنا عليها مؤخرا من النظام نفسه كغنائم حرب، ولم ندخل بها المدن، ونحن أول من حارب "داعش" ومستمرون، لأن "داعش" هو صنيع النظام ومعركته مع التنظيم وهمية، وسلمه المستودعات في تدمر أكثر من ثلاث مرات، فهل يتصور أحد أن يسير التنظيم من دير الزور إلى تدمر ولا يتم قصفه بالطيران.
سبوتنيك: معنى كلامكم أن النظام مسؤول عن "داعش" في العالم؟
النظام مسؤول عن "داعش" بسوريا فقط، ولا أحمله مسؤولية "داعش" بالعراق، وإن كان قد ساعد سابقاً، وكان بينه وبين تنظيم "القاعدة" اتفاق، فكانوا يعبرون إلى العراق بمعرفة النظام.
سبوتنيك: بصراحة هل خدعتم ببعض الأجندات الإقليمية؟
نحن لم نخدع ومطلبنا مطلب حق، فهل تخدع عندما تطالب بحريتك، وهل تقتل عندما تدافع عن نفسك، وطالما رأس النظام موجود فلن نقف بجواره، لأنه هو الإرهاب وأخطر منه، فأكثر من 10 ملايين مهجرين في الداخل والخارج.
سبوتنيك: وماذا بعد الأستانة وإلى أي حد تثقون في الموقف الدولي وبالأخص الموقف الروسي؟
نعتقد أن الأستانة هي خطوة من خطوات الوصول إلى حل سلمي مشرف، ونحن لنا ثقة في بعض الدول التي تضمن هذا الأمر، وننتظر بناء ثقة مع روسيا في هذا الأمر، ونحن نتطلع بشكل إيجابي للدور الروسي في ضمانها للنظام، ولكن هذا الأمر لن يطول كثيراً، إن لم يكن هناك حل.
أجرى الحوار: نواف إبراهيم