وفي تصريح لمراسل "سبوتنيك"، أشار إلى أن ما يتم تداوله من قبل القنوات المغرضة ومواقع التواصل حول أن انسحاب القوات الروسية من مدينة تدمر أدى إلى تدميرها وسقوطها بيد "داعش "هو مجرد أكاذيب إعلامية لإحداث نوع من الحقد والكراهية،
لافتاً إلى أن لدول الخليج والنفط دورا كبيرا في تدمير آثار تدمر من خلال التمويل المادي والمعنوي الذي تقدمه للعصابات الإرهابية المسلحة بالتعاون من الصهاينة والتي تهدف إلى محو ذاكرة بأكملها تمثل حضارة سوريا التي تعود لألاف السنين.
وحول نسبة الأضرار في المدينة الآثرية قال الوزير إن الأضرار كبيرة حيث تم تفخيخ المدينة بأكملها، ومن المتوقع حدوث عمليات تدمير أخرى في حال عدم التدخل بشكل سريع، فإن استمرار وجود إرهابيي "داعش" في مدينة تدمر سيعرضها للمزيد من المخاطر ويدخلها في "كابوس مخيف" من تدمير الأوابد الأثرية المتبقية ، لأن هذا التنظيم أقدم في السابق على تدمير مجموعة من الأوابد بينها معبدا "بل" و"بعل شمين" و"قوس النصر" وعدد من المدافن البرجية وأيضا قتل عالم الآثار المعروف "خالد الأسعد" بطريقة وحشية،
أما بالنسبة للقطع الصغيرة فهي بمكان آمن وقد تم وضعها في أماكن لا يمكن الوصول لها.
وقال الوزير أن عمليات التنقيب عن الآثار في سوريا تتم بتوجيهات الأمم المتحدة التي قامت بفتح أسواق سوداء لبيع الآثار السورية حيث تم الكشف عن العديد من القطع المباعة خلال سنوات الحرب.
وكان وزير الثقافة السوري قد عقد مؤتمرا صحفيا صباح اليوم في المتحف الوطني بالعاصمة السورية دمشق أكد خلاله أن تدمير إرهابيي "داعش" واجهة المسرح الروماني والتترابيلون في تدمر جريمة حرب ومطلب صهيوني بامتياز.
وأضاف الأحمد أن الأوابد في تدمر تراث لا تملكه سوريا وحدها بل يشاركها العالم بامتلاكه ومن هنا يأتي دور العالم بتحمل مسؤولياته تجاه ما جرى من وحشية فظيعة لم يشهدها التاريخ.
وأكد الأحمد أن ممولي تنظيم "داعش" الإرهابي من مشايخ النفط ودول الغرب يعلمون أن هؤلاء الإرهابيين سيخرجون مذلولين من تدمر قريبا،
لذا يسعون بما بقي لهم من وقت للقيام بعمليات تخريبية مفجعة بحق الإنسانية كمحاولة للرد على انتصارات الجيش العربي السوري على الإرهاب.
وقال الأحمد، "لم يرق لدول كثيرة في الغرب ولا لدول في الشرق أن يكون لسوريا نهج مستقل وقيم وحضارة تدافع عنها، لهذا قام هذا الحلف بينها فأرسلت كل حثالة الأرض من أجل تحطيم إرادة الشعب السوري وجره إلى أتون التبعية والارتهان لإرادة مستعمري، القرن الحادي والعشرين وكان هدفهم تدمير كل ما له علاقة بحضارة سورية وما يدل عليها وعلى عراقتها فتطاولوا على أوابدها وتحفها بل ودمروا أيضاً المدارس والمساجد والكنائس".
وأضاف الأحمد، "كنا دائما نحن السوريون على يقين بأن بلادنا ستتعافى وتخرج من هذه الحرب الطويلة الظالمة ولدينا جميعا عمل ضخم نوضح من خلاله أن سوريا التي ظلت دائما مهدا للحضارات لا يمكن أن يحولها أحد إلى ساحة لتسويق أفكار إجرامية متخلفة"
مبينا أن المؤسسات الثقافية في سوريا وعلى رأسها المديرية العامة للآثار والمتاحف لديها عمل مهم لترسيخ وتأصيل الفكر الإنساني المتنور والمتحرر ،
نحو عالم أرحب وأكثر إشراقاً بالتوازي مع الانتصارات الباهرة التي يحققها الجيش العربي السوري الباسل والقوات الحليفة والرديفة في الحرب على الإرهاب.
وحول رفع دعاوى على جهات ومنظمات وشركات ضالعة في سرقة وتدمير الآثار السورية قال الأحمد، "نحن بصدد مقاضاة هذه الأمور ولكن اليوم نحن معنيون أكثر بعملية الإنفاذ وهذه المسألة تأتي ولها وقتها وهي ليست بمنأى عن تفكير المديرية".