وتحدث غسان جزماتي رئيس الجمعية الحرفية لصياغة الذهب والمجوهرات النفيسة لـ"سبوتنيك" عن الذهب السوري المعروف بدقته من ناحيتي العيار والصياغة الذي جعل هذا المنتج الذي تنجزه أياد سورية ورثتها عن الآباء والأجداد مرغوباً في جميع دول العالم.
وبيّن جزماتي أنه حالياً يتم الإدخال المؤقت للذهب الخام من دول الخليج إلى سوريا، وبعدها يقوم الحرفيون بإعادة صياغتها بأشكال مختلفة، ومن ثم يتم تصديرها عبر تجار قليلين جداً بسبب الحصار المفروض على البلاد إلى دول الخليج ومنها إلى مصر وإيران والجزائر، كونه مطلوب بكثرة في تلك الدول، وهذا يحقق أرباحا كبيرة لرخص اليد العاملة المحلية، علماً أن الذهب السوري يتميز بأن الحرفيين السوريين الوحيدين الذين يصنعون أنواع "كسر شفت، والمباريم" التي تحمل اسم الحرفي ودمغة الجمعية، والعيارات 21 لـ"أساور الجدل، وأساور مبطن والجنازير، وعيار 18 للسناسل والطوق والخواتم. وحاول الأتراك تقليدها في بلدهم تركيا إلا أنهم فشلوا ولم يستطيعوا منافسة الحرفيين السوريين.
وأشار جزماتي إلى أن ورشات الحرف تنتشر في دمشق، جرمانا، والدويلعة وباب توما، مع المحاولة لإقامة مجمع لنقل جميع الحرفيين إليه في أحد الأماكن بحيث يضم 150 ورشة، علماً أن الخليجيين كانوا يأتون لشراء الذهب، وحالياً الحرفي السوري لا يستطيع السفر وبيع الذهب في الخليج لعدم منحه الفيزة. إلا أن أعدادا قليلة مازالت تقوم بالتجارة وبيع الذهب كونهم منحوا الإقامة قبل الأزمة في دول الخليج.
ولم يخف جزماتي وجود الصعوبات بسبب الحرب التي تتعرض لها بلاده، منها صعوبة تأمين المواد الأولية مثل ماء الفضة، وهي مادة أساسية في عمل حرفي الذهب، إلا أنها فقدت كونها مادة شديدة الانفجار ومنعت خوفاً من أن تذهب المادة إلى الإرهابيين، وارتفع سعر الكالون الواحد إلى 300 ألف ليرة في لبنان ويستخدم الحرفي ماء الفضة لتذويب النحاس داخل بعض الموديلات التي تحتاج إلى طوي وبالتالي تصبح فارغة من الداخل، ويبلغ عدد الحرفيين 3900 حرفي والذين سددوا اشتراكاتهم إلى الجمعية 1800 حرفي فقط.