وتعتبر اللغة السريانية أو الآرامية، كما يقول لؤي الشريف، صاحبة الأثر الأكبر على اللغة العربية وبالتأكيد على القرآن الكريم لأنه مكتوب بالعربية.
وتحت عنوان "الجذور الآرامية للقرآن الكريم القديم ومدخل لفهم أفضل له"، أكد الشريف في مقطع فيديو له نشره على "يوتيوب"، أن الهدف الأول والأخير الذي يسعى له هو الوصول إلى فهم أفضل للقرآن، في الوقت الذي عبّر فيه عن فرحته بنعمة حبه لتعلم اللغات الأجنبية ومنها اللغة الآرامية، التي أوصلته إلى معلومات ثمينة لم يكن ليحصل عليها في يوم من الأيام لولا معرفته بالآرامية.
وأشار إلى أنه عندما بدأ بدراسة وتعلم الآرامية لاحظ أن الكثير من الجمل والمفردات الآرامية جاء القرآن على ذكرها في آياته.
وعرّف باللغة الآرامية أو السريانية بأنها لغة سامية قديمة ويعتقد أنها أصل كل اللغات السامية… "وعندما أقول لغة سامية يعني أنها تشترك بالجذور ذاتها (ألف- بيت- داليت — ها) وهي المرادفة للأحرف (ألف- باء — جيم — دال). وهي أيضاً تكتب من اليمين إلى اليسار.
وخلص الباحث إلى أن اللغة العربية لهجة من لهجات الآرامية، وقال: إن من نطق باللغة العربية الحالية هو "اشماايل" أو النبي إسماعيل…موضحاً أن إسماعيل كان عبرانياً وليس عربياً ولذلك تسمى ذريته العرب المستعربة بعد أن تزوج في اليمن، وجاء اسمه من دمج كلمتين "اشما" —"ايل" اللتين تعنيان "سمع"-"الله"، وهو الذي كان يتكلم الآرامية القديمة ومن هنا بدأ الموضوع.
وأضاف الشريف: عندما عاش في جزيرة العرب أصبح هناك ما يمكن تسميته لهجة جديدة وهي في الحقيقة اللغة العربية اليوم. وإذا توصلنا إلى هذا الاتفاق فإن البقية كلها سيكون من السهل شرحها وفهمها.
وقال: إن الحقيقة صادمة ولكن الحق يجب أن نعرفه…85 بالمائة من كتاب الله هو آرامي…وفسّر قوله تعالى "بلسان عربي مُبين" بأن العربية هي لهجة آرامية…وسأقدم بعض الأمثلة الصاعقة الحقيقية والتي ستساعدكم في فهم أكثر للقرآن الكريم.
وفي معرض الأمثلة التي طرحها، تحدث الشريف عن سورة الإخلاص: "قل هو الله أحد، الله الصمد". وعبّر عن أسفه من تفسيرات المفسرين لكلمة "الصمد"، فمنهم من قال إنها تعني "من لا جوف له"…ولكن في الحقيقة هي من الآرامية وتعني الطريق وتلفظ "سامد" أي أن الله هو الطريق الذي أنا أقصده في طلب الحاجات.
كما أن الآية "قل هو الله أحد" تعني أن الله "واحد" وليس "أحد ما"، وهي من الآرامية "إيخاد" وتعني واحد وتصبح السورة: قل هو الله واحد. الله الطريق.
وتحدث الشريف عن القرآن القديم الذي كتب بالآرامية وذلك قبل وضع النقاط والتشكيل. "وأقصد بالقرآن القديم هو القرآن الذي كتب بالخط القديم أي الخط الآرامي قبل التشكيل والتنقيط"…
وأضاف: كلمة "النار" في جميع الكتب السماوية اسمها "النار"، ولكنه من أين جاءت كلمة "جهنم"…فهي في الآرامية تلفظ "غوهنيم" وهو الوادي الذي كان فيه النبي سليمان يعذب فيه المرتدين والكفرة من الجن.
وأيضاً: جنات عدن…من كلمة "ايدن" وهي تعني البستان. "ولكن كونوا ربانيين"…وتعني كونوا كمن الذي يحترم حضرة الله ولذلك يسمى رجل الدين في بني إسرائيل "راباي" أي الحاخام وأصلها من الآرامية "راباني".
"وفاكهة وأباً"… جميع المفسرين لم يجدوا معنى لها ولكنها في الحقيقة من الآرامية "آبا" أي الفاكهة الناضجة.
"في عليين، وما أدراك ما علييون"، كتاب مرقوم…علييون أو "إلييون" هي كلمة آرامية…وحتى اسم علي بالعربية من أصل آرامي وهو في الحقيقة اسم آرامي يدعى "إيليا" أو "إليون" أي الشخص الذي رفع إلى مكان علي ومرتفع.
وقال الشريف إنه سيتحدث عن عدد من الآيات الموجودة في القرآن، مشيراً إلى أنه لو أحد ما قام بإسماعها لشخص يتحدث الآرامية، فإنه سيؤكد لنا أنها كلمات آرامية بنسبة مليون بالمئة.
(إن من شيتعه لإبراهيم، إذ جاء قلبه بقلب سليم، إذ قال لأبيه وقومه ماذا تعبدون أإفكاً آلهة دون الله تريدون، فما ظنكم برب العالمين فنظر نظرة في النجوم)…وهنا قال الشريف: نجم أو "ناجم" في الآرامية تعني الدليل المرتفع أي أن النجوم تعني الدلائل المرتفعة.
(ولى عنهم مدبرين فراغَ)…كلمة "راغ" تعني بالآرامية "انصرف"
كلمة رب بالآرامية تعني "رب" أو "الله" أو "سيد" بمعنى زعيم كأي واحد من الناس…وكذلك قال النبي يوسف في القرآن عن "العزيز"…(إنه ربي أحسن مثواي)…وهذا يعني أنه هو مولاه وسيده…
كما اتى الشريف على ذكر عشرات الأمثلة التي قد لا تتسع الصفحات لذكرها كلها.