وأوضح المعتصم أن ذلك "يرجع إلى أن السلاح الأمريكي غير موثوق به، وأن السلاح الروسي متطور بشكل أكبر من الأمريكي، لكن الآلة الدعائية للأخير أكبر، والأمر الآخر، أن الأمريكيين عندما يقومون بتزويد العرب بالسلاح ينتزعون منه التكنولوجيا المتطورة، وبالتالي يصبح عديم الفائدة إذا ما قورن بأي سلاح روسي آخر، أما الروس فلا يقومون بتغيير أي شىء في أسلحتهم المباعة، ولكي تخرج المنطقة من التبعية المفروضة، عليها أن تغير الثياب التي فرضت عليها منذ عقود وتتيح لنفسها مساحات أكبر من الحرية، وقد كانت تجاربنا مع الاتحاد السوفييتي السابق مثمرة جدا".
وأضاف الخبير العسكري، في تصريح خاص لـ"سبوتنيك"، اليوم السبت، أن هناك ترتيبات جديدة في المنطقة تقودها الإدارة الأمريكية، وفقاً لمصالحها الخاصة، وهناك مباحثات تجري لتغيير النظام السياسي في العراق، بجانب إقامة عدد من القواعد العسكرية في شمال البلاد.
وأوضح المعتصم، أنه "منذ دخول الولايات المتحدة الأمريكية إلى العراق، أنشأت العديد من القواعد العسكرية، منها ما تم الإعلان عنه وبعضها مازال "سريا"، رغم مرور تلك السنوات، فمنذ عام 2003 ولمدة ثلاث سنوات كانت أمريكا تنقل معدات وتجهيزات ضخمة بواسطة الطائرات العملاقة إلى مطار بغداد، وبعدها تنقل تلك المعدات والتجهيزات بشاحنات ضخمة إلى مكان مجهول في الشمال لبناء قواعد عسكرية، وفي اعتقادي أن هذه القواعد هى الأكبر من نوعها في الشرق الأوسط، ولكن إلى الآن لا يستطيع أحد معرفة أماكن تلك القواعد، نظراً لإحاطتها بسرية تامة، بالإضافة لمواقعها البعيدة عن المناطق السكنية".
وأشار المعتصم، إلى أن هناك مناطق واسعة، بين أربيل ودهول، تصلح لأن تكون قواعد عسكرية لا يستطيع حتى سكان المحافظتين الوصول إليها أو معرفة حقيقتها، "فهى مناطق جبلية مفتوحة بحوالي 30كم، وما يؤكد وجود تلك القواعد وجاهزيتها، هو تلويح البارزاني الأخير بعمليات الانفصال الكامل عن الحكومة الاتحادية في بغداد، ورفضه مغادرة القوات الأمريكية".
واختتم المعتصم، بأن عدد القوات الأمريكية بالعراق تجاوز الـ15 ألف جندي، و"هذا الأمر يتفق وخطة ترامب الجديدة، التي تستهدف تزايد القوات على الأرض في صمت، لتنفيذ المخطط الجديد الذي يستهدف تغيير التوازنات في المنطقة، بما يخدم المصالح الأمريكية".