حول هذه التطورات ونتائج مشاورات موسكو وموقف "منصة موسكو" منها، استضاف برنامج "ما وراء الحدث" أمين حزب "الإرادة الشعبية" وعضو قيادة "جبهة التحرير والتغيير" رئيس وفد "منصة موسكو" الدكتور قدري جميل، وأجرى معه الحوار التالي:
سبوتنيك: دورة كاملة من التطورات من أستانا وصولاً إلى جنيف عبر مشاورات موسكو حتى لا أكرر ما تفضلتم به في المؤتمر، وقد نعود إلى بعض التفاصيل لاحقاً، أبدأ بالسؤال الذي يطرح نفسه حاليا، ألا وهو، هل بدأ العد العكسي بالفعل؟
الدكتور جميل: لا أريد أن أقول العد العكسي، لأن البعض يعتبر نفسه مستهدفاً بالعد العكسي، أقول بدأ التسارع الكبير لحل الأزمة السورية، والتسارع اليوم يقاس بالأيام ومن قبل كانت وحدة القياس بالأشهر، حالياً وحدة القياس بالأيام لحل الأزمة السورية.
سبوتنيك: يعني هذا تسارع كبير يفسح المجال أكثر؟
الدكتور جميل: طبعاً، وهذا يفسر موقف لافروف خلال اجتماعنا معه حين أبلغنا بانزعاجه الشديد من دي مستورا لتأجيله اجتماع الثامن من شباط للمعارضة السورية مع النظام، مع الحكومة السورية.
سبوتنيك: نعم الأمم المتحدة طلبت تأجيل المفاوضات في جنيف، وتحدثتم خلال المؤتمر الصحفي عن امتعاض الجانب الروسي، ماذا وراء ذلك، هل هو للتأثير سلباً على سير العملية السياسية؟
الدكتور جميل: هم تحدثوا عن حجج ما أنزل بها الله من سلطان وهذا لا يهمنا، ما يهمنا القضية الأساسية التي تشغل بالنا وتذبحنا فعلاً وهي آلام ومعاناة الشعب السوري، لأن كل يوم ثمنه دم وثمنه جوع وبرد وعذاب، نريد أن نخفف عن الشعب السوري آلامه، ودي ميستورا يجلس في جنيف ويقول الاجتماع ليس في 8 شباط وإنما في آواخر الشهر، في 30 من الشهر، يعني أنها تفرق معنا 21 يوماً، يعني ثلاثة أسابيع، وثلاثة أسابيع غالية بالنسبة للسورييين، ليس لنا ترف الانتظار لمدة ثلاثة أسابيع، لذلك الحل السياسي يسرع من حل المشاكل الإنسانية الكبرى، ويسرع بالقضاء على الإرهاب، وتسريع الفصل بين الإرهابيين والمسلحين المستعدين أن يقاتلوا ضد الإرهابيين المصنفين دولياً هذا هو المطلوب.
سبوتنيك: أنتم تحدثتم عن أهمية المفاوضات المباشرة من خلال وفد واحد، ونحن نعلم تماماً الاختلاقات إن لم نسمها الخلافات في الآراء بين المنصات وتابعناها بحذافيرها هناك ما كان منها مبشراً ومنها ما كان مسرباً، أريد أن أسال هنا عن المرتكزات الأساسية أو الركائز الأساسية لإنجاح هذه المحادثات؟
الدكتور جميل: لا تغلب نفسك في التفكير لا تحتاج إلى شطارة، ولا اكتشاف أمريكا ولا اختراع بسكليت، لدينا قرار مجلس الأمن 2254 للتنفيذ والاجتهادات فيما يخص البرامج والمواقف والأهداف والمستقبل، فليذهب كل طرف ليتذاكى مع جماعته، نحن لدينا الشعب السوري يجب أن نخرجه من الأزمة بسرعة من خلال تنفيذ القرار 2254 والقرار يفسر نفسه ونقطة على السطر.
سبوتنيك: لكن يا دكتور هذا يعني أننا نعود إلى بيان جنيف 2012 ويعني الحكومة الانتقالية أو حكم انتقالي وليست حكومة وحدة وطنية؟
الدكتور جميل: من الذي اخترع حكومة الوحدة الوطنية…؟ الذي رفع الحمار إلى المأذنة فلينزله
سبوتنيك: يعني أنتم تريدون حكماً انتقاليا؟
الدكتور جميل: نحن نريد تنفيذ قرار مجلس الأمن الذي في فقرته الأولى يتحدث عن بيان جنيف واحد، ويتحدث عن جسم انتقالي وليس حكم انتقالي.
سبوتنيك: ما الاختلاف بين الحكم الانتقالي والجسم الانتقالي؟
.الدكتور جميل: الاختلاف كبير، لأن المرحلة الانتقالية أولاً جسم انتقالي، يليها الدستور ومن ثم الانتخابات
سبوتنيك: طيب أنتم تحثتم عن مفاوضات مستمرة وستستمر مع الحكومة، هل لديكم أي اتصال مع أطراف الحكومة السورية لرأب الصدع أو تحديد المسار؟
الدكتور جميل: لا ليس هناك أي اتصال ، وأن كان لابد وأن يحدث اتصال فهذا يجب أن يأتي بمبادرة من طرف الحكومة، لأنها هي من يجب أن يبادر في مثل هذه الأحوال، وحتى الآن لا نشهد أي مبادرات فعالة وإبداعية من هذا النوع من طرف الحكومة.
سبوتنيك: هل نفهم أنكم تنتظرون مبادرة صراحة؟
الدكتور جميل: والله لم يحدث أن قدموا مبادرة ورفضنا.
سبوتنيك: هناك حديث عن مؤتمر للمعارضة السورية برعاية روسية، ما حاجة المعارضة أو حاجة روسيا إلى مثل هذا المؤتمر بما أنكم وصلتم إلى مثل هذه التفاصيل الدقيقة؟
الدكتور جميل: من أين هذا الكلام، لأول مرة أسمع بهذا الأمر ومن أتى به؟
سبوتنيك: نشر على بعض وسائل الإعلام
الدكتور جميل: وسائل الإعلام أصبح بعضها يضلل أكثر ما تعطي أنباء صحيحة، يجب التدقيق والتأكد من كل شيء، ونحن أول أمس التقينا مع لافروف ولم يتم طرح هذ الأمر، ونحن نمثل عملياً أطراف المعارضة الوازنة الأساسية ماعدا "مجموعة الرياض" و"الإئتلاف" الموضوع لم يتم التطرق إليه لا من قريب ولا من بعيد، فماذا يعني ذلك…!
سبوتنيك: دكتور هنا سؤال ولو أنه يحتاج إلى بعض التدقي ، موقفكم من مسودة الدستور الروسية المقترحة كان واضحاً، لكن هل أنتم ستعملون مع أطياف وأطراف المعارضة السورية بالتعاون مع الحكومة السورية إذا ما توصلتم في جنيف خلال الفترة القادمة إلى اتفاق لوضع أساسيات هذا الدستور بما يرضي الحكومة السورية والشعب السوري وأطراف المعارضة؟
الدكتور جميل: أولا، يجب أن تشكل لجنة تضم ممثلين عن الحكومة وممثلين عن المعارضة، وثانياً، هذه اللجنة سوف تناقش أمر إعادة كتابة دستور جديد، أو تعديل الدستور الحالي وهذا الموضوع غير محسوم ويحتاج إلى نقاش حسب الضرورة، وإذا قررنا أن نكتب دستوراً جديداً فسنأتي بجميع الدساتير السورية منذ عام 1920 حتى اليوم، وكل دساتير العالم المهمة، والروس أعطونا إضافة للإتكاء عليها مع المراجع الأخرى، لكن يجب أن لا يظن أحد أن هذا الدستور معطى حتى تأخذه لجنة الدستور وتدقق فيه وتعمل له رتوش وتقدمه للاستفتاء ليس هكذا أبداً، ولافروف قال لنا هذا لتحفيز النقاش فيما بينكم فقط لاغير.
سبوتنيك: دكتور قدري كل شيء بات واضحاً تماماً، وهنا لا أعجز عن طرح الأسئلة ولكن أريد أن أسال إن كان هناك ما تريدون أن تضيفونه وقد غاب عن ذهننا ولم نستطع أن نستنطقه أو أن نستخرجه من بنات أفكاركم، هناك الكثير من الأمور الخفية صراحة؟
الدكتورجميل: أهم ما أريد أن أقوله هو أن الخطة التي كانت تقضي بفصل المعارضة الإرهابية المصنفة دولياً عن الآخرين بدأت تشق طريقها على الأرض واستطاع الروس مع حلفائهم الإقليميين والأطراف التي يتعاونون معهم إقليما، ونقصد هنا تركيا وإيران أن يطبقوها على الأرض، اليوم نحن نشهد كل يوم وكل ساعة أمثلة عملية عن الفرز الجاري في المعارضة المسلحة السورية، اصطفافات جديدة.
سبوتنيك: يعني هذا يخدم الحل السياسي؟
الدكتور جميل: طبعاً يخدم ويخدم كثيراً، وعملياً من يحارب الإرهاب اليوم، موضوعياً هما طرفان، الجيش السوري والمعارضة المسلحة المعادية للإرهابيين، وموضوعياً أصبحوا في خندق واحد حتى لو لم يسلموا على بعضهم البعض، وموضوعياً الحياة سوف تدفعهم إلى أن يكونوا تحت مظلة واحدة من أجل الانتصار في المعركة ضد الإرهاب وخاصة عندما يبدأ تنفيذ الحل السياسي على أرض الواقع.
أجرى الحوار: نواف إبراهيم