وهذا يرجع إلى أن هناك طائفة كبيرة من الإيرانيين لم يكونوا راضين عن الاتفاق الذي تم بين طهران والدول الغربية، وهذه الفئة تريد عرقلة أي اتفاق لمصالح اقتصادية واجتماعية معقدة في الداخل.
وأضاف أبو النور، في تصريح خاص لـ"سبوتنيك"، اليوم السبت، أن تيار المحافظين المتشددين يمثل قوة كبيرة لا يمكن الاستهانة بها، ويستمد قوته من عوامل كثيرة جداً، على رأسها أنه أثبت لروحاني أن معارضته للاتفاق مع الغرب كان محقاً فيها، وأن الدبلوماسية لن تجدي نفعاً، مثلما كان الوضع مع "كيري وأوباما"، علاوة على أن التيار المعتدل خسر أكبر داعميه، وهو الرئيس الراحل هاشمي رافسنجاني، وبالتالي فإن الحرس الثوري والمتشددين يحاولوا السيطرة على مفاصل الدولة الاقتصادية، لأن تحسن العلاقات الأمريكية مع طهران يعني دخولاً أمريكياً مكثفاً في القطاعات التي يسيطر عليها الحرس الثوري الإيراني، مثل استخراج وتصنيع النفط على سبيل المثال، والدخول الأمريكي يعني حرمان هذا الفصيل من 60% تقريباً من دخله الاقتصادي، والذي ينفق منه على مشاريعه في الداخل والخارج.
وأوضح، هناك جهات كبيرة مثل الحرس الثوري، لم تكن راضية عن الاتفاق النووي، لأنه وفقاً للجناح المتشدد، كان شرطهم أن يتم رفع العقوبات فوراً عن"طهران"، بمجرد التوقيع وهو ما لم يحدث، ولذا فإن الجهات الفاعلة في طهران، تتعمد التصعيد مع واشنطن، وكلما اتخذت الإدارة الأمريكية قراراً، قابلته تلك الأجنحة بقرارات ممائلة، كان آخر تلك القرارات الرد على طلب البيت الأبيض بضرورة وقف تجارب الصواريخ الباليستية، وقرار إدراج إيران ضمن الدول المنوع دخول رعاياها للولايات المتحدة.
واختتم أبو النور بأن التوتر بين طهران وواشنطن سيتزايد خلال المرحلة المقبلة، لأن أمريكا تلعب على منطقة، ولا يطيقها أي إيراني وهي النزعة أو"الكبرياء القومي"، وهو ما تجسد في تصريحات ترامب…تجاه طهران، ولذا نتوقع أن توحد تلك التصريحات الإيرانيين ضد الإدارة الأمريكية الجديدة للثأر للكرامة الوطنية، وسيستمر التصعيد حتى الوصول إلى الاتفاق النووي في مرحلته التي لا تمكن الإدارة الجديدة من نقض الاتفاق، وتحاول إدارة ترامب التحايل بفرض عقوبات جديدة على شركات لا يشملها الاتفاق الذي تم توقيعه، وهو ما سيدخل إدارة ترامب في صراع مع رجال الأعمال الأمريكيين لحرمانهم من السوق الإيرانية، في الوقت الذي بدأ فيه رجال أعمال وشركات غربية تعاقداتها مع طهران، وهو ما يعني صدام ترامب مع لوبي قوي جداً داخل الإدارة وهو لوبي رأس المال.