وأشار الأسد إلى أن الاتحاد الأوروبي يدعم الإرهابيين في سوريا منذ البداية وتحت عناوين مختلفة، إنسانية، مقاتلون معتدلون، وما إلى هنالك، واتهم الأسد الاتحاد الأوروبي بدعم "النصرة" و"داعش"، الذين كانوا متطرفين منذ البداية.
ونوه الرئيس السوري إلى أنه لا يمكن لمن دعم الإرهابيين أن يشارك في التدمير والبناء في وقت واحد، وينبغي أن "يتخذوا موقفا واضحا جدا فيما يتعلق بسيادة سوريا، وأن يتوقفوا عن دعم الإرهابيين، حينها يمكن أن يقبل السوريون بأن تلعب تلك الدول دورا في إعادة بناء سوريا، وأكد الرئيس الأسد أن الإرهابيين لا يحظون بأي دعم شعبي في سوريا، "وإنما يتمتعون فقط بدعم الأوروبيين ودول الخليج.
وجه الرئيس الأسد من خلال تصريحاته رسائل عديدة إلى دول الإقليم ودول الاتحاد الأوروبي وإلى الولايات المتحدة، مطالباً إياهم بتصويب سياساتهم في الاتجاه الصحيح بخصوص سورية، نقدم لكم اليوم قراءة في هذه التصريحات والرسائل من خلال برنامج "ما وراء الحدث" الذي استضاف الدكتور جورج جبور المفكر العربي والمستشار السابق للرئيس السوري الراحل حافظ الأسد، والخبير السابق لدى مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، للحديث بهذا الصدد.
نص الحوار
سبوتنيك: الرسائل التي جاءت على لسان الرئيس بشار الأسد إلى الولايات المتحدة الأمريكية، إلى دول الإقليم، وإلى دول الخليج، وإلى دول الاتحاد الأوروبي، كانت واضحة تماماً، يعني إذا تحدثنا بشكل أدق اشترط على الاتحاد الأوروبي بأن يتخذ موقفاً واضحاً من سيادة سوريا وأن يكف عن دعم الإرهاب، وفيما يخص المشاركة في إعمار سوريا، قال الأسد لا يمكنكم أن تدمروا وتبنوا في آن واحد، السؤال هنا هل ستلقى هذه الرسائل آذاناً صاغية خاصة لدى دول الاتحاد الأوروبي؟
الدكتور جبور: أولاً أنا كما قلت سعيد باللقاء معكم، ثانياً أحب أن أقول إن أحاديث الرئيس بشار الأسد بشكل عام تؤثر في العقل الغربي وتؤثر بشكل واضح أحياناً وبشكل مضمر في أحيان أخرى، وأحب أن أقول إنه من الأشكال الواضحة هو ما صرح به وزير خارجية بريطانيا منذ عدة أيام، من أنه على بريطانيا أن تغير من سياستها إزاء سورية، لأنها لم تكن سياسة واقعية، قال هذا بكل وضوح، صحيح لم يفعل شيئا بعد هذا التصريح لكن تحدث بكل وضوح، وأتوقع أن كثيراً من السياسيين الفرنسيين في خضم معركة الانتخابات الرئاسية سوف يقولون القول نفسه. وقد قال هذا الكلام أيضاً فيون المرشح الرئاسي المحافظ بأنه سوف يتعاون مع موسكو من أجل تكوين جبهة لمحاربة "داعش"، ثم أنني أحب أن أقول إن ما جرى في سورية منذ عام 2011 جرى تصويره في وسائل إعلام غربية على أنه مشابه لما جرى في مصر وتونس وإلى آخره، بينما الحال في سورية متميز عن تلك الحالات، هكذا إذاً وقع السياسيون الغربيون ضحية الإعلام الغربي، وهذا الأمر يذكرنا ببيت الشعر القديم الذي يقول: "وما آفة الأخبار إلا رواتها ".
الرئيس بشار الأسد قال لهم وبكل وضوح انظروا إلى الواقع، وحين تنظرون إلى الواقع ستكونون مع الحكومة السورية، ومع سيادة الدولة السورية على كل أراضيها، وستكونون مع الجيش السوري في محاربة "داعش" وفي محاربة الإرهابيين من أي جهة أتوا.
سبوتنيك: نعم دكتور هذا واضح، انطلاقا مما يتحقق الآن على الصعيدين السياسي والميداني، ومن الواضح تماماً أن الرئيس بشار الأسد يتحدث من منطلق القوي والواثق بنفسه وبدعم شعبه وحلفائه، السؤال الذي يتبادر إلى الذهن هنا هو: هل ستتخلى دول الاتحاد الأوروبي عن أذرعها وجماعاتها وحلفائها الإقليميين لأجل حصتها في إعادة إعمار سوريا، وإلى أي مدى سيسرع ذلك في إيقاف الحرب على سوريا وفي سوريا؟
الدكتور جبور: سوف تتغير سياسات الدول الغربية تدريجياً ليس فقط من أجل الحصول على حصتها في إعادة الإعمار، بل أيضا لكي تستمر في حيازة ثقة شعوبها، كثير من هذه الدول في سياستها إزاء سياستها تجاه سورية تفقد جزءاً من ثقة الناس بها في بلاده، من ثقة شعوبها، هكذا إذا التغيير في المواقف متوقع ولأسباب متعددة أحدها بالطبع المشاركة في إعادة إعمار سورية.
سبوتنيك: الرئيس الأسد كان واضحا فيما يتوقعه من الإدارة الأمريكية الجديدة، ونحن نعلم تماماً أن الولايات المتحدة هي إذا صح التعبير فقرة هامة وحساسة في حل الأزمة وإيقاف الحرب على سوريا، الرئيس الأسد وصف العلاقة مع إدارة ترامب بأنها قد تكون واعدة، ولكن حدد من أنه لا بد أن يكون هناك أولوية لمحاربة الإرهابيين وبشكل أساسي "داعش"، حتى لا نغوص كثيراً في التفاصيل رسالة الرئيس الأسد إلى الرئيس ترامب شخصياً كانت واضحة، في ظل هذه التعقيدات والتشابكات، أستانا، جنيف، روسيا، المعارضة، الإرهاب، وإلى ما هنالك، كيف سيتلقى الرئيس ترامب رسائل الرئيس الأسد؟
الدكتور جبور: سوف يتلقى الرئيس ترامب رسالة الرئيس بشار الأسد بأسلوبين، بالأسلوب المباشر الذي خاطبه به الرئيس بشار الأسد، وبأسلوب آخر يأتي عن طريق موسكو بمعنى أن استماع الرئيس ترامب إلى الرئيس الأسد مرهون بمدى تأثير الرئيس بوتين على الرئيس ترامب في موضوع سورية والجهود الموحدة، ثم أن هناك أمراً آخر في موضوع ترامب هي حماسته الكبيرة للصهيونية، تلك نقطة أيضاً مهمة، وهنا أريد عن طريق سبوتنيك أن ألفت نظر المسؤولين الروس إليها، لأن هذه الحماسة المفرطة للصهيونية لا تطمئن العرب إلى مستقبل معقول في العلاقة مع الرئيس الأمريكي الجديد، وبالتأكيد في هذ الحالة الرئيس بوتين يتحسس هذا الأمر.
من أجل ذلك وعبر "سبوتنيك" وفي مقابلات عديدة سابقة، قلت بأنه علينا أن ننطلق من مئوية وعد بلفور السنوية وهي في هذا العام 2017 إلى خطة السلام العربية الموافق عليها دولياً والموافق عليها روسياً إلى مؤتمر للأمن والتعاون في الشرق الأوسط وفي المتوسط وكل ذلك يصح أن يتم بعناية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
أجرى الحوار: نواف إبراهيم