وأوضح أن من حق "المصري المسلم والمصري المسيحي" الانضمام إلى الجيش، لكن مكررا صفة "التوجهات الدينية المعينة" مضيفاً "من له توجه معين، يجب أن نبقيه بعيدا عن الجيش ومؤسسات الدولة، لأنه سيميل رغما عنه إلى توجهه".
وقال النائب أحمد العوضي عضو لجنة الأمن القومي بالبرلمان المصري في تصريح لـ"سبوتنيك" إن "العسكريين من لحظة دخولهم للقوات المسلحة، حتى المجند، يتم فحصهم بكل دقة عن طريق الأجهزة المعنية، فيما يخص النشاط الديني، حتى أقاربهم من الدرجة الرابعة، ولو تسلل أحد إلى صفوف القوات المسلحة فيما بعد، ففي حالة توليه أي منصب، يخضع لمراقبة أمنية حتى يحصل على الموافقة".
وتابع "لا يصح أن يكون أحد أفراد مؤسسة القوات المسلحة متطرفاً، أو عضواً في تنظيم، أو منتمي لتلك الأفكار المغلوطة، ولو تم تجنيده بعد دخوله للمؤسسة العسكرية، أو اعتنق بعض الأفكار المتطرفة، من خلال وسائل كثيرة يتم تجنيد أشخاص، بعضهم قد يكون من ضمن أفراد مؤسسة عسكرية، يتم فحصهم بصفة دورية، ومن يثبت تورطه في تلك الأعمال، يخرج من القوات المسلحة".
وقال الباحث العسكري العقيد عمرو ناصف في تصريح لـ"سبوتنيك"، "أريد الإشارة في البداية إلى أن كلامي عن طلبة الكليات العسكرية، فالجنود اختصاصاتهم محدودة ويسهل السيطرة عليهم حتى لو لديهم انتماء متطرف، ولا يفرق مع القوات المسلحة دخولهم من عدمه، فيمكن رفضهم بسهولة، لكن الخوف كله من الكليات العسكرية، لأنه سيتخرج ضابطاً، وممكن في يوم ما أن يصبح قيادياً".
وأكد ناصف أن الكلية الحربية والكليات العسكرية بما فيهم الشرطة، تستبعد كل من له توجهات، مضيفاً "ليس فقط التوجهات الدينية، الكلية الحربية تشترط أيضاً ألا يكون لدى الطالب نشاط تجاري، لأن ذلك قد يفرض عليه في يوم من الأيام انحيازه لهذا النشاط التجاري، وتلك قمة وضوح الاختيار في كل الأجهزة الأمنية".
وتابع "بداية من ثورة يوليو 52، نحن كمؤسسة عسكرية ندقق في الاختيارات وننوع فيها، فطلبة الكليات العسكرية من كل مصر، شريطة ألا يكون هناك أي نشاط سياسي، اجتماعي، تجاري أو ديني، حتى لا ينحاز في يوم من الأيام لهذا التوجه، وهذا ظهر جليا في ثورة 25 يناير، حيث لم تنحز المؤسسة العسكرية لأي فصيل، لأنه جيش ذلك الشعب، ومهمته حماية الشرعية الدستورية، ولا توجد ميول لأي جهة ما، وهذا ما حافظ على ثبات الدولة.
وأضاف ناصف "مررنا بعام، رأس الدولة نفسه كان له انتماء تنظيمي، وجماعة "الإخوان المسلمين"، بانتمائهم الديني ونظريتهم (التمكين)، رتبتها الجماعة لكل مفاصل الدولة، لأنه ما سيضمن وجودهم بانحيازاتهم الدينية، وطبيعي جداً أولى خطوات ذلك التمكين هي السيطرة على الجيش، العمود الأساسي لأي دولة، والذي حافظ على الدولة المصرية حتى تاريخه، فكان هناك إملاءات مباشرة لبعض الأسماء لكي تدخل الكليات العسكرية".
وعن توقيت تصريح السيسي قال ناصف "تصريح السيد الرئيس يقول أنه لا يوجد شيء يتم من ورائه، فهو لديه علم بكل تفصيلة عن هؤلاء، وكلامه معناه أنه لن يسمح بوجودهم وسيطهر، فهناك فترة مرت على مصر، 365 يوما من التوجه المريض، الذي شاهده كل الشعب المصري والعالم، واستطعنا أن نخرج بالجمهورية من الجرف السحيق الذي انسقنا له".