وأثارت تصريحات المرزوقي حالة من الغضب وردود فعل كبيرة بين عدد كبير من الشعب التونسي، دعوا من خلالها لوضع حدّ للمرزوقي، وهاجموا منزله، أمس الأحد، في مدينة سوسة، وتبين هروبه من المنزل وتركه تونس إلى فرنسا، صباح أمس، حينما علم بتوجه عدد كبير من الناشطين لوقفة احتجاجية أمام بيته بالمنتج السياحي الفاخر "قنطاوي".
وقال البرلماني عن حركة "مشروع تونس"، الصحبي بن فرج، في تصريح لـ"سبوتنيك"، "إن الدكتور محمد المنصف المرزوقي، الرئيس السابق، معتاد على الخرجات الإعلامية المثيرة للنقاش والجدل، وأعتقد أن طوفان من ردود الأفعال في تونس، هي نجاح للاستراتيجية الإعلامية للمرزوقي".
وتابع "دائما الدكتور المرزوقي يعود إلى الساحة بعد غياب طويل، وبعد أن يكاد يتناساه الشارع السياسي التونسي، عبر تصريحات مثيرة، وغالباً عبر قناة الجزيرة، وهو ما وقع هذه المرة، ونجح في أن المجتمع الإعلامي والسياسي، عبر ردود أفعال، يعطيه وجودا في الساحة الساسية".
وأضاف "بخلاف الجو الإعلامي الذي وقع في تونس حول هذه التصريحات، على المدى المتوسط والبعيد، الشعب التونسي يستطيع أن يقيم المرزوقي على المستوى الشخصي والسياسي، انطلاقاً من رأيه في التونسيين، ونتركه للتاريخ وللمستقبل. فهو خطأ كبير من مترشح سابق للرئاسة، وأعتقد أنه يتحضر للترشح في الانتخابات المقبلة، رغم أنه وعد بعدم تكرار الترشح، وعندما يتقدم للشعب التونسي، فالتونسيين سيتذكرون تلك التصريحات، وسيحاسبونه بمقتضاها".
وعما حدث من مظاهرات أمام بيت المرزوقي، قال بن فرج "هذا تجاوز، التهجم على منزل المرزوقي، والمطالبة بسحب الجنسية، تلك إجراءات أنا لا أوافق عليها طبعاً، فالسياسي يعاقبه شعبه، عبر الانتخاب، وصناديق الاقتراع".
وأضاف "هذه الإجراءات حتى لو كانت عبر القانون، لكني شخصياً لا أوافق عليها، ولكن كل شخص يستحق أن يطالب بما يراه، ولكن هذه الدولة بها مؤسسات، قضاء وبرلمان ودستور، يجب أن نحترمهم، حتى لو كان الشخص كلامه مسيء، لكنه يدخل في منطقة حريته الشخصية في التعبير، والتعقيب أو الحكم عليها، أو معاقبته إن جاز التعبير، يكون عبر الأطر السياسية العادية، وحزبه السياسي الذي ينتمي إليه، وليس بدعوات سحب الجنسية أو الطرد أو النفي أو منع السفر".