وفي تصريح خاص لـ"سبوتنيك" قال: خلال مقالات وأبحاث سابقة لي، تحدثت عن أن لسان القرآن العربي المبين لم يكن معروفاً بقواعده وقوانين صرفه ونحوه قبل بعثة النبي الأمي، وأن ما يسمى قواعد اللغة العربية الفصحى أخذت منه بالقياس عليه والنحو منحاه.
وأشار زيتون إلى نظرية الدكتور "عنبر" في جدلية الحرف العربي وقال: تحدثنا عن أن مَلَكةُ النطق لدى الإنسان العاقل لا تعمل عشوائياً أو اعتباطياً، ولا وفق اصطلاحات متغيرة، وإنما هي ملَكةٌ لها نظمها العلمية الدقيقة كباقي أجهزة الجسم العصبية والهضمية وغيرها، ولها كيمياء وفيزياء ورياضيات ترصف الحروف.
وأكد الباحث أن المسلمين ابتعدوا عن قواعد وقوانين اللسان العربي المبين بحالته الميسّرة المنطوقة بلسان النبي الأمي (يسرناه بلسانك)، فابتعدوا عن فهم الكثير من معانيه وتعاليمه السمحة، حتى إذا سرق الفقير رغيف خبز يسد به رمق أطفاله الجياع قُطعت يده فجزّت بما وجب أن تُقطع وتجزّ به رقبة الحاكم الظالم الفاسد الذي نهب بيت المال وسد على الفقير أبواب طلب الرزق.
وفي هذا الجانب تحدث زيتون عن حكم قطع يد السارق بجزّها في الإسلام الموروث كمثال أوضح وأجلى على بهتان ما ورثه القوم عن الزمن الذي انقطع بقرن الفتنة عن موارد الدين السمح الحنيف ملة إبراهيم الخليل أبي المسلمين جميعا أهل السلام ومدينة السلام أيا يكن كتابهم السماوي…"واحتكر كل فريق منهم الله ودينه وجنته وقفاً له وحده دون سواه"…
وأضاف: أعتقد أنه لا أحد لديه أدنى درجة من العقل والفهم والحكمة ويجيز جزّ يد رجل جائع سُدّت أمامه سبل الرزق بسرقة رغيف يأكله أولاده…ليتركه بعد ذلك وأسرته عالة دون سند…بدل تكليفه بعمل يسدّد به غرامته ويسدّ به رمقه ورمق أسرته، فما بالكم بالغفور الرحيم رب العقل والحكمة…
"ولو أن علماء وفقهاء المسلمين تفكروا وتدبروا معنى لسان الضاد وتجلياته لعرفوا أن قطع هي باللفظ المُيَسّر من (قتع) كما هو لفظ الصراط من السراط والمصيطرون من المسيطرون…وأن معناها ضد معنى (عتق) أي ضد معنى التحرير، فيكون قطع اليد بمعنى الأخذ والأسر والاسترقاق بما يعوض قيمة المسروق…ولهذا فقد عمد النبي يوسف إلى أخذ أخيه بسرقة صواع الملك، ولم يجزّ يده يا جبابرة أحكام الفقه القرآني".
وأكد الباحث أن علماء وفقهاء المسلمين يتحملون كامل المسؤولية عن تلك الصورة المشوهة للإسلام التي تقمصها "داعش" على مسرح الأحداث…ولا عذر لمن يتقاعس منهم في التخلص والبراءة لا من "داعش أخوان" ومما تفعله وتمارسه باسم الإسلام وحسب، وإنما من نصوصها الموروثة وشخوصها المغروسة كالنصل السام في جسد التاريخ الذي لا يزال يتوالد العرب المسلمون من رحمه أقزاماً شوهاء وبين أيديهم ترياقهم الذي تتناوله اليوم رماح القوم عدواً وضداً…
وكانت "سبوتنيك" قد نشرت قبل أيام مقالاً يوضح التفسير الخاطئ الذي اعتمده البعض في فهم معنى "حور العين" على أنها نساء للنكاح والمتعة الجنسية في الجنة بينما تبين من علاقة اللغتين العربية والآرامية السريانية أنها تعني العنب الأبيض.