وأضاف بولحية "منذ زمن طويل الجميع في الجزائر يطالبون فرنسا بالاعتذار عما ارتكبته من إبادات ومحارق، فربما أول محرقة في التاريخ، طبقت على الشعب الجزائري، في يونيو 1845، في جبال الظهرة بمستغانم، عندما قام الاستعمار الفرنسي بحرق 4 آلاف جزائري في مغارة، وهذه من الجرائم المسكوت عنها، ولم يتحدث عنها الإعلام، ويحاولون إخفاءها عن الرأي العام العالمي، رغم أن جنرالتها كتبوها ووثقوها من خلال مراسلاتهم إلى أهلهم، وكل الأدلة تثبت ذلك".
وتابع "ماكرون من الطبقة السياسية الجديدة، التي تصعد الآن في باريس، ويعرفون جيدا ما ارتكبه الاستعمار الفرنسي في حق الشعب الجزائري من جرائم يندى لها جبين الإنسانية، المسكوت عنها والتي تحاول الطبقة السياسية الفرنسة إخفاءها عن العامة، وأعتقد أننا كجزائريين نشجع ذلك التوجه، وماكرون من السياسيين الذين بدأت تعود لهم صحوة الضمير".
المحلل والباحث السياسي الجزائري أسامه إفراح قال "التصريح الذي سمعته (أن فرنسا أتت بحقوق الإنسان للجزائر ولكنها كانت آخر من طبقها)، وهذا اعتراف ضمني بأنها لم تحترم حقوق الإنسان، ومارست تعدي فاضح وواضح على الجزائر".
وعن طبيعة ذلك التصريح قال إفراح، "السابقة في أنه مسؤول فرنسي، ووزير سابق، ومرشح رئاسي، وهذه تطور نوعي، والدلالة الأهم أن التصريح يأتي من جيل مختلف، من جيل شاب ينظر للعلاقات الجزائرية الفرنسية من منظور آخر، عن تلك الأجيال المتورطة في الحقبة الاستعمارية في الجزائر، فقد كان هناك رؤساء فرنسيين، وفي السابق كانوا وزراء في الحقبة الاستعمارية".
وأضاف إفراح "هناك جيل جديد يرى إسهامات الفرنسيين من أصل جزائري، وما يضيفه مزدوجي الجنسية، ويرى الاتجاه المسالم في سياسة الدولة الجزائرية، والتفتح على الآخر، ونظرة الباريسيين بدأت تتغير، وهذا أمر إيجابي، لأننا شركاء في حوض المتوسط، يجب ألا ننسى ذلك، ولا مناص لنا من الشراكة، ليس فقط في الجانب الاقتصادي أو الأمني، لكن أيضا في الجانب الثقافي، فلا ننسى إسهامات الجزائريين، في إثراء الثقافة الفرنسية، وفي بعض الأحيان أكثر من الفرنسيين أنفسهم، وهناك جيل يدرك ذلك، ويدرك أن مصلحة البلدين في التفاهم والتعاون".
وأكد إفراح أنه يجب أن تكون لدى الجزائر وفرنسا شراكة صحيحة، والأساس الصحيح يجب ألا يتكون من مغالطات تاريخية أو كذب في حق الأجيال الجديدة، وماكرون يقدم نفسه من النخبة السياسية الطموحة والمنفتحة على الآخر".