فيما أصدر التحالف الدولي لقتال تنظيم "داعش" الذي تقوده الولايات المتحدة، الأحد، بياناً بشأن انطلاق معركة تحرير الجانب الأيمن من الموصل، معتبراً إياها "صعبة لأي جيش في العالم"، مؤكداً في ذات الوقت أن القوات العراقية "قادرة ومهنية" في مواجهة التنظيم، وتتحمل العبء الأكبر عن دول العالم في التصدي لـ"وحشية التنظيم".
وفي ذلك يقول رئيس مركز القرار السياسي العراقي هادي جلو مرعي لبرنامج "الحقيقة" الذي يبث على أثير راديو "سبوتنيك" " انطلقت عملية تحرير الساحل الأيمن من الموصل بالتزامن مع وجود رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في ميونخ ولقائه بوزير الدفاع الأمريكي وكذلك بوزير الدفاع البريطاني ووزير الخارجية الإيراني والروسي والأمريكي وجميعهم عبروا عن رغبتهم في دعم العراق بشكل مباشر، وهناك أسلحة ألمانية وأمريكية سلمت الى الحشد الشعبي، على اعتبار أن الحشد الشعبي قوة رسمية ، وكذلك تم تسليمها إلى الجيش العراقي وقوات البيشمركة".
وأضاف مرعي " إطلاق عملية تحرير الساحل الأيمن من مدينة ميونيخ قد يكون له دلالات معنوية لهذا القرار، على اعتبار أن العالم الأمني كله يجتمع في ميونخ برعاية ألمانية وهي تدعم العراق بأسلحة ومعدات بعضها كان تبرع من ألمانيا، وبالتالي القرار العراقي اليوم مرتبط بإرادة دولية إيجابية. ألمانيا وبريطانيا لاعبين أساسيين في مشروع تحرير الموصل، وبريطانيا تحاول العودة بقوة إلى المنطقة، حيث سبق وأن أكدت أن أمن الخليج من أمن بريطانيا، والعراق جزء من المعادلة الأمريكية — البريطانية وليس جزء من المعادلة الروسية — الإيرانية".
أما عن مستقبل الموصل بعد التحرير، فيقول مرعي " أعتقد أن مستقبل العملية السياسية بعد تحرير الموصل مرهون بالتوافقات الإقليمية، فلا يمكن إلغاء الدور الإيراني، وأعتقد أن هناك دعوة لمؤتمر إقليمي من أجل العراق. أعتقد أننا سنواجه مشكلة في الموصل بعد تحريرها، فالقضاء على التنظيمات الإرهابية بشكل كامل هو أمر صعب جدا، فالإرهاب سيستمر في العراق حتى بعد تحرير الموصل، وإدارة الدولة العراقية هي التي ستواجه عقبات، باعتبار أن هناك خلافات داخل المكونات الأساسية، لهذا أعتقد أن المرحلة المقبلة ستكون مرحلة استثنائية وهناك مشاكل سياسية صعبة سيواجهها العراق".
وفي الجانب العسكري يقول الخبير العسكري الدكتور أمير الساعدي لبرنامج "الحقيقة " هناك استعداد كبير لمعركة تحرير الساحل الأيمن لمدينة الموصل استغرق وقتا ليس بالقصير، وتم تهيئة معابر وممرات لتقدم القوات العراقية من خلال القصف الجوي والصاروخي إضافة إلى استخدام المدفعية الذكية، وسبق هذه العملية حرب نفسية قامت بها العمليات المشتركة لكسب عقول وقلوب سكان الساحل الأيمن وقد نجحت العملية بشكل كبير جدا، وهناك قدرات وإمكانيات عالية متوافرة من أسلحة نوعية وضربات تكتيكية وتخطيط نوعي وخبرات متراكمة لدى القوات العراقية من العمليات السابقة في الساحل الأيسر، كما أن قطع خطوط إمداد تنظيمات "داعش" أعطى أريحية كبيرة للقوات الأمنية عبر عدم قدرة التنظيم على زيادة عديد عناصره. لذا قد تكون لهذه المعركة مدة زمنية أقل من عملية تحرير الساحل الأيسر".
وأضاف الساعدي " هناك معوق واحد خطر على القوات العراقية والذي يتمثل باستخدام "داعش" العامل الإنساني عبر وضع السكان المحليين كدروع بشرية، وقد اعتاد التنظيم على هذا التكتيك في عمليات سابقة، على انه يجب الأخذ بعين الاعتبار أن ليس كل مناطق الساحل الأيمن هي أحياء سكنية متداخلة وضيقة، وقد استطاعت القوات الأمنية مع بداية العملية من تحرير عدة قرى، وبهذا نرى أنه فقط مركز الموصل القديم يضم أحياء مكتظة بالسكان والعمران، وهناك نقطة مهمة، حيث أن الكثير من سكان الساحل الأيمن قد فروا إلى الساحل الأيسر مع بداية العملية. وقد تشارك قوات جهاز مكافحة الإرهاب في اقتحام مركز المدينة"