وقال الجعفري، في مقالة تحت عنوان "وداعا صديقي الغالي، فيتالي تشوركين"، نشرت في جريدة "الوطن" السورية، اليوم: "يقدم المرء التعازي أحياناً بحكم الواجب الاجتماعي وأحياناً بفعل الحزن، ففي الحالة الأولى ينضم الإنسان إلى أقرانه معزياً بوفاة شخص كانت تجمعه به صداقة أو معرفة أو قرابة أو جيرة. وأما في الحالة الثانية فالإنسان ينضم إلى صفوف أهل الفقيد متألماً لخسارة الراحل وكأنه أحدهم، يتلقى التعازي من المعزّين الذين يعرفون حق المعرفة حجم وقيمة العلاقة التي كانت تجمع بينه وبين من ذهب إلى دار الحق فجأة…"
وأضاف الجعفري، " وصل فيتالي إلى نيويورك قبلي بشهرين تقريباً، وأمضينا معاً عشر سنوات حافلة بالأحداث الجسام التي دأبنا على مواجهة أعاصيرها معاً عبر نسج خيوط التنسيق والتعاون وتبادل المعلومات والنصائح بصراحة وحرفية عالية وحكمة وثقة متبادلة، جعلتنا ننتقل في علاقتنا من مستوى الزمالة إلى مستوى الصداقة المتينة التي كانت عدسات كاميرات الإعلاميين والمراسلين تنقلها بأدق تعابيرها ولاسيما خلال جلسات مجلس الأمن… التاريخية التي سجلت رفع فيتالي [ تشوركين] يده فيها عاليا ست مرات لكسر التآمر على سوريا ولإجهاض مناورات الضباع والذئاب البشرية وآكلي لحوم وحقوق البشر في مجلس الأمن.."
وأضاف مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة ، أن " العالم لن ينسى منظره هو وسفير الصين المميز أيضاً في 4 شباط/فبراير، 2012 عندما رفعا يديهما لتسجيل أول فيتو في مجلس الأمن ضد مشروع قرار غربي كان يخيط حبائل الدم لسوريا تماما كما فعلوا في كل من العراق وليبيا ويوغسلافيا والصومال وأفغانستان واليمن وغيرها…"
وخلص مندوب سوريا الدائم إلى القول: " لم يكن فيتالي تشوركن، سفيراً فوق العادة بل رجل دولة يليق بعظمة روسيا الاتحادية وبمستوى العلاقات المميزة التي تجمع بين موسكو ودمشق.
"رحم اللـه صديقي الغالي وأدخل الصبر على غيابه في قلوب زوجته إيرينا وأولاده وزملائه ومحبيه وهم كثر".
وأعلنت وزارة الخارجية الروسية، أمس الإثنين، 20 شباط/فبراير، وفاة الدبلوماسي البارزن مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، فيتالي تشوركين، بنيويورك قبل يوم من عيد ميلاده الـ 65. وكان تشوركين يشغل منصب المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة منذ 8 نيسان/أبريل عام 2006.