حول هذا الموضوع استضاف برنامج "ماوراء الحدث" كل من الدكتور اليان مسعد، رئيس وفد معارضة الداخل "مسار حميميم"، والسيد علاء عرفات، أمين حزب "الإرادة الشعبية" والقيادي في "جبهة التحرير والتغيير"
يقول الدكتور اليان مسعد بهذا الصدد مايلي:
بعد هزيمة الإرهاب الدولي في حلب أراد المجتمع الدولي الداعم للمسلحين أن يقدم سكرة كهدية سياسية تافهة لهم، بمعنى على شكل تلزيمهم بالخطة القديمة لوفد موحد وليس وفد واحد، وبدل أن يكلف دي ميستورا خاطره ويؤلف الوفد، حاول أن يجير هذا الأمر له، فأرسل قائمة مؤلفة من 22 اسماً، ووضعوا اسم شخص شبه مستقل عن منصة القاهرة، ونائب الدكتور قدري جميل، ودي ميستورا أرسل عملياً دعوات لا تخرج عن عباءة وفد الرياض، وساوموني من تحت الطاولة لتمثيل مسار حميميم بشخص واحد، وأنا لم أقبل وبالتالي لم توجه دعوات.
ومن هنا استطاع وفد منصة القاهرة أن يضم 3 ممثلين مع إثنين بصفة مستشارين، والقاهرة وأستانة من ضمن منصة موسكو لم تحصل على دعوة، ونحن بشكل رسمي لم نحصل على دعوة، وقد تصل الدعوة اليوم، وستكون مسألة متأخرة من الصعب قبولها، ونحن أصدرنا بياناً بالتوافق، وأعتقد أن "سبوتنيك" نشرته، وبالتالي هذ اللقاء هو مسرحية وسيفشل، بسبب الأمريكي، وهناك شخص اسمه رتني، وهو موفد الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، وقد تم الطلب إليه إنهاء عمله، ولكنه مازال يعمل، وهذ الشخص معادي لوفد معارضة الداخل ولرئيس وفد معارضة الداخل شخصياً.
أنا وصلتني تسريبات، وكما نعلم أن هذا الرجل رتني هو الموفد الشخصي لأوباما بخصوص الملف السوري، وبالتالي هو يشارك في المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي، وروسيا، وسفير الولايات المتحدة في جنيف، ودي ميستورا، وهو يعادي مسار معارضة الداخل، لأن مسار معارضة الداخل قد أحدث خرقاً حقيقياً في مفاهيم الحل السلمي، مثلاً من كان يتكلم في الحقيقة عن ما يسمى بحكومة وحدة وطنية تشاركية؟ نحن كنا نتكلم، وأنا تكلمت شخصياً حول هذا الأمر، لكن عندما نتكلم عن انتقال من سيشرف على هذا الانتقال؟ ومن هي السلطة التنفيذية؟ بعض الحالمين بالتدخل الأجنبي يريدون من الولايات المتحدة أن تقوم بإزاحة السلطة الحالية، وأن تأتي بعشرة منهم وتضعهم على الكراسي، وهذا حلم وكابوس لا يمكن أن يتحقق، والحل يبدأ بحكومة وحدة وطنية.
وتابع الدكتور مسعد يقول: إن المشروع الأمريكي الإسرائيلي متوقف على إستدامة الأزمة السورية، والقصف الإسرائيلي اليوم في القطيفة مؤشر كبير على التوجهات المعادية للشعب السوري والدولة السورية ، وبالتالي الحل هو التكاتف والوحدة الوطنية، وإلتفافنا حول الحلفاء، وإستمرار الحلفاء بتقديم المساعدة لنا، ولا أرى أنه يمكننا أن نخرج من عنق الزجاجة في ظل هذا التأمر، وتآمر المجتمع الدولي في محاباة وفد الرياض، وأرى أن الصدام حالياً على أشده وأعنفه بعد إعادة فتح جبهة الجنوب، وجبهة تدمر، وجبهة ريف حماه، وريف إدلب الجنوبي.
ومن هنا جنيف سيفشل، لأسباب موضوعية، ولوجود بذور موضوعية للفشل في الشكل والموضمون، لأنهم يريدون أن يشكلوا جسماً إنتقالياً ، ولايريدون بقاء الأسد في السلطة، وهذا أبسط شعار لهم في حل الأزمة، ولايمكن حل الأزمة دون تشاركية، مايحمله دي ميستورا سيء جداً وعلى الأرجح على الأمين العام للأمم المتحدة يتخذ موقفاً واضحاً بهذا الشأن، والروس ظنوا أن دي ميستورا راغب في الحل، وهم ضغطوا عليه منذ ستة أشهر من أجل عقد هذ اللقاء.
أما السيد علاء عرفات فقد قال بهذا الخصوص مايلي:
برأينا في الحقيقة المبعوث الدولي لم يقم بدوره المنوط به، واجبه منذ أمد بعيد وليس الآن فقط ومنذ توقف جنيف ثلاثة، أن يدعو إلى مفاوضات والى متابعة المفاوضات، وإعادة المفاوضات التي توقفت عملياً العام الماضي، وقد تأخرنا في هذا الموضوع كثيراً، بعد أستانة "1,2,3" التحرك الجدي والهام الذي قام به الروس بالتعاون مع الأتراك والإيرانيين تغيرت الصورة، عملياً نشأ واقع جديد، الواقع يقول أنه على الأرض جرى فرز المسلحين، أو يجري بشكل جيد جداً ، ما يتيح الفرص أمام تحقيق عملية وقف إطلاق النار، وهو ماحصل بكل ملحقاته، وهو مافتح الباب أمام جنيف عملياً بالمعنى السياسي، الأمم المتحدة وخاصة المبعوث الدولي مازال يعمل بتصورات وموازين قوى ماقبل أستانة عملياً، وهو الدعوة الى جنيف، التي يبدو أنها كانت تحت تأثير أستانة وبدت وكأنها أقرب إلى رفع عتب، لأنه لم تبذل جهود حقيقية من أجل تأمين كل مستلزمات النجاح، وسبب فشل جنيف الماضي كان أهم أسبابه سلوك وفد الرياض، حيث أن منصة الرياض كانت تدعو إلى تعليق اللقاءات، وإلى التجميد، وتضع شروطاً مسبقة، والذي كان يقتضي عملياً هو تأهيل هذا الوفد بمعنى أن لايكون بموقع يسمح له بممارسة سلوكه السابق ماجرى عملياً ومايجري حالياً هو العكس، المنصات الأخرى تطالب أن تسير الأمور في الإتجاه الصحيح، منصة موسكو تلعب دورا أساسياً في هذا الموضوع، ومنصة القاهرة أيضا لديها بعض الجهود بهذا الموضوع، والمنصات الأخرى تحاول أن تكون موجودة كي تساهم بقسطها في هذه العملية، أعتقد أن هذه البداية فقط، وسنرى كيف ستتطور الأمور وفي أي إتجاه، وهي لن تكون سهلة، وأنا لست من الذين يحكمون على المؤتمر بالفشل، وخاصة أننا أمام جولة واحدة، لا أعرف كيف ستتطور الأمور، ولكن أرجح أن الأمور لن تكون بالضرورة فاشلة، يمكن أن نبني على هذه الخطوات عملياً، ويجري تقويم سلوك المبعوث الدولي من خلال الحركة.
المعارضة تريد حلاً سياسياً، الشعب السوري يريد الحل السياسي، ويريد الخروج من هذا المأزق، ومن يقف في وجهه عملياً هي بعض الدول الأقليمية ومن خلفها الولايات الأمريكية، ينبغي عدم إخراج الولايات المتحدة من الصورة، الولايات المتحدة بالرغم من أن لديها مشاكل الآن مازالت تقوم بالممارسة السياسية نفسها والتي عملياً تتبعها بعض الدول الأقليمية، مع أن الوضع قد تغير كثيراً.
الخلاصة أن الوضع يدفع بإتجاه حل سياسي، وهناك بعض القوى تحاول الوقوف في وجه هذه العملية، لذك أقول ليس بالضرورة ستنجح ، لكن يمكن أن تعطل مؤقتا، لكن بالمجمل من الواضح أن النجاح سيكون مصير الحل السياسي.