وتبدوا الحياة في البلدتين المحاصرتين صعبة وغير لائقة للبشر، فمعظم المواد الأساسية من طعام وشراب وأدوية معدومة لذا يبحث السكان عن أي شيء قد يطيل أمد البقاء لذلك تراهم يقطفون الحشائش ويستخدمون بعض المخلفات التي تتركها الطبيعة لتسيير أمورهم الحياتية خوفاً من مصير مجهول قد يرافق محاولات العيش, حتى المزارع باتت خاوية من الفلاحين فهي تحت مرمى القناصين المتواجدين في بلدة "بنش" أحد معاقل "النصرة" الذين لا يستثنون حتى المواشي والحيوانات البرية من أفعالهم الإجرامية.
ورغم الموت والقتل والحصار الجائر إلا أن هناك مدنيون يتحدون الموت كل يوم ويبحثون عن بارقة أمل تنجيهم من الأيام القادمة, حيث ترى بعضهم يتجول في الأزقة وآخرين يجالسون أبواب منازلهم رغم سقوط القذائف وهناك أيضا أطفال يبحثون عن العلم ويخرجون للعب غير مهتمين لما قد يحصل بهم.
وزادت الأزمة الطبية التي تعصف بالبلدتين من خطورة الوضع وخاصة بعد تضرر المشفى الوحيد الموجود فهناك أشخاص يعانون من أمراض مزمنة وأطفال تعرضوا لإصابات بالغة من جراء سقوط الصواريخ على منازلهم.