في البداية تعامل معه الجميع على هذا الأساس حتى أن صحفيين شرعوا في الحصول منه على تصريحات صحفية.
مراسل جريدة "التحرير" المصرية التقى بذلك الشخص، الذي ادعى أن اسمه المستشار السيد الدويك، مستشار رئيس الجمهورية، وأنه جاء إلى العزاء مندوبًا عن الرئيس الذي أرسله برسالة لأسرة عمر عبد الرحمن، وليقدم لهم العزاء، ويدعو الله أن يلهم أسرته الصبر والسلوان، ثم شارك في صلاة الجنازة وتوجه مع المشيعين إلى المقابر.
وبحسب الجريدة، فقد ذهب الرجل فور وصوله، إلى قاعة "ضي القمر" بمدينة الجمالية، ليلتقي عددًا من قيادات الجماعة الإسلامية في أثناء انتظارهم وصول الجثمان، وأبلغهم أن الرئيس عبد الفتاح السيسي، أوفده شخصيًا للمشاركة في الجنازة وتقديم واجب العزاء. فيما حرص عدد من الأهالي وأعضاء الجماعة الإسلامية على التقاط الصور معه في أثناء وجوده داخل القاعة. وبعد وصول الجثمان، توجه إلى المسجد الكبير وشارك مع المشيعين أداء صلاة الجنازة، ثم توجه إلى المقابر معهم لتشييع جثمان الشيخ إلى مثواه الأخير بمقابر العائلة بمدينة الجمالية.
بعد انتهاء مراسم العزاء حدثت المفاجأة، حيث قامت قوات الأمن بإلقاء القبض على الرجل بتهمة انتحال صفة مندوب الرئيس.
وحسب ما قال مصدر أمني لجريدة "المصري اليوم"، فقد تمكن ضباط مباحث الدقهلية من القبض على منتحل صفة مندوب رئيس الجمهورية، الذي قدم العزاء باسم الرئيس لأسرة عمر عبد الرحمن، وذلك بعد أن تلقى اللواء أيمن الملاح، مدير أمن الدقهلية، إخطارًا بتواجد شخص ينتحل صفة مندوب رئيس الجمهورية بسرادق العزاء، فتشكل فريق بحث برئاسة اللواء مجدي القمري، مدير المباحث، والعميد محمد الشرباصي، مدير البحث الجنائي، والعقيد عمرو رؤوف، رئيس فرع شمال، وبتعقبه تبين حضوره الجنازة ومحادثة جميع الحضور على أنه مستشار الرئيس، وعقب انتهاء الجنازة تم القبض على المتهم وإخطار الأمن الوطني والأمن القومي.
كان جثمان عمر عبد الرحمن الأب الروحي لـ"الجماعة الإسلامية" الذي توفى داخل أحد السجون الأمريكية عن عمر ناهز 79 عاما، قد وصل من أمريكا، ظهر أمس الأربعاء، وتم دفنه بمركز الجمالية بمحافظة الدقهلية.
توفي الشيخ داخل السجون الأمريكية خلال قضائه عقوبة السجن مدى الحياة، بعد إدانته بتهمة التخطيط لتفجيرات مركز التجارة العالمي بنيويورك مطلع تسعينيات القرن الماضي.