وعلى الفور، قام الجيش اللبناني بفرض تدابير استثنائية في محيط المخيّم، إذ أقفل أحد مداخله، من الجهة التي تدور فيها الاشتباكات، لتجنب وقوع إصابات بين المدنيين، خصوصاً بعد تسجيل انتشار ملحوظ لعدد من القناصة، بحسب ما قال مصدر ميداني داخل المخيم لـ"سبوتنيك".
وأضاف المصدر أن حركة نزوح كثيفة للمدنيين سجلت من داخل عين الحلوة إلى مدينة صيدا، فيما تم الإبلاغ عن وقوع إصابات في صفوف الأهالي، لافتاً إلى أن الاشتباكات الحالية تعد من بين المواجهات الأكثر عنفاً التي يشهدها المخيّم منذ فترة.
وتأتي اشتباكات اليوم، بعد فترة هدوء نسبي شهده المخيم الفلسطيني، الواقع عند تخوم مدينة صيدا، غداة مواجهات اندلعت، أمس السبت، بين العناصر "الفتحاوية" والإسلامية.
وكان التوتر عاد بشكل مفاجئ إلى عين الحلوة، حيث سجل يوم الخميس الماضي انفجار قنبلة يدوية، تزامناً مع زيارة رسمية قام بها الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى لبنان، التقى خلالها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، ورئيسي مجلس النواب نبيه بري والحكومة سعد الحريري.
واحتل الوضع الأمني في المخيمات الفلسطينية حيّزاً مهماً في المحادثات التي أجراها عباس مع المسؤولين اللبنانيين.
وقال مصدر متابع لزيارة عباس، في وقت سابق، لـ"سبوتنيك" إن التوتر في عين الحلوة "يعكس أن ثمة رسالة سياسية واضحة تريد قوى، لم يسّمها، داخل عين الحلوة إيصالها للقيادة الفلسطينية بشأن أمن المخيمات".
وفي السياق، نقلت قناة "الجديد" التلفزيونية اللبنانية عن المسؤول العسكري في حركة "فتح" العميد محمود عيسى، الملقب بـ"اللينو"، قوله إنه لن يسمح لـ"الجماعات المتطرفة" بالتمادي بأي شكل، مشدداً على ضرورة وضع حد لهذه المجموعات. وأضاف أن "الدعوة إلى تكرار تجربة نهر البارد لن نرضاها وحريصون على أمن لبنان واستقراره"، في إِشارة إلى تحوّل مخيم نهر البارد، في شمال لبنان، إلى بؤرة استقطاب للمجموعات الإسلامية المتشددة، التي خاضت قتالاً عنيفاً، استمر أسابيع، مع الجيش اللبناني، في العام 2007، قبل أن يتمكن الأخير من حسم الموقف لصالحه.