نلقي الضوء في حلقة اليوم على مشهد ليس بغريب فقط وإنما يناقض كل المبادىء الإنسانية والأخلاقية في العمل الإعلامي والإنساني، نتحدث اليوم عن التضليل الإعلامي في بعض الإعلام العربي ومعظم الإعلام الغربي بكل مؤسساته، ومساهمته بتغطية أعمال الإرهاب الشنيعة في الشرق الأوسط وتشويه صورة روسيا وسورية من خلال نقل أخبار كاذبة وتلفيق الأحداث، عدا عن دعم المنظمات الارهابية، التي تعمل تحت ستار منظمات إنسانية دولية، هذا التضليل تمثل اليوم بشكل واضح في تكريم منظمة "القبعات البيض" ، هذه المنظمة عملت في سورية ولفقت الأخبار وفبركتها، ونقلت صورا غير حقيقية عن الأوضاع في سورية.
وفي الوقت الذي يجب أن تحاسب فيه ، يقوم العالم المتحضر بتكريمها ، بالفعل ما كان له من الخطورة ، وتسميم الراي العام العالمي هو تكريمها بجائزة اوسكار في الولايات المتحدة ، بعد عرض فلم قصير مفبرك عن الاحداث في سورية ،ما استدعى تعليق المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زخاروفا وشجبها لهذه الخطوة نحو تكريم الارهابيين الذين يتسترون تحت ستار إنساني وإعلامي مبتذل ، وكتبت على صفحتها الخاصة في الفيس بوك متسائلة على الشكل التالي: ماذا نسمي هذا؟ غباء، روتين يومي أم طموحات غير شرعية؟ وكم عدد هذه التمثيليات التي قاموا بتصويرها؟للأسف لن نستطيع معرفة إن كانت هذه المقاطع المصورة حقيقية أم لا.
هذه الفيديوهات تعبر عن السلوك الغريب واللا أخلاقي لمن يقوم بتصويرها، ويمكن اعتبار هذه المقاطع نموذجا لتصوير وتمثيل المعاناة، لذلك بالتحديد تم ترشيحهم لجائزة "أوسكار" وليس لجائزة نوبل للسلام ، "انتهى الإقتباس".وبالفعل هنا وفي جو من الصدمة التي تعتري العالم تتبادر الى الذهن عشرات التساؤلات التي تبحث لنفسها عن أجوبة حول ماهية هذا التكريم ، والقصد منه ، بعد أن فضحت هذه المنظمة على مستوى العالم بما تقوم به من أعمال لاتمت للأنسانية بصلة ، وإنما تستخدم هذا الستار لتحقيقي أجندات ومكاسب لقوى دولية وإقليمية ساهمت بالحرب على سورية ومازالت.
بهذا الخصوص علق الباحث السياسي والاجتماعي، الأستاذ المحاضر بكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية في جامعة دمشق الدكتور طالب زيفا قائلاً:
حقيقة هذا التكريم للأسف يفضح كل تلك المجموعات والقنوات التي تحاول منذ بداية الحرب على سورية التضليل ، وجاء تكريم هذا الفيلم لمنظمة "الخوذ البيضاء" بإعتبارهم بين قوسين طبعاً جماعة دفاع وطني ومنظمة نشاط إنساني ، بينما هم في الحقيقة كانوا يتواجدون مع غرف عمليات جبهة "النصرة " وغرف عمليات "داعش" ، وعمليات الذبح القتل ، وتلك الجماعات المرتبطة بشكل مباشر مع المخابرات المركزية الإمريكية ، وحتى أشكالهم كانت واضحة في بعدها عن العمل الإنساني ، حقيقة كانوا دائما يفتعلون الأحداث ، وهذا الذي إعتبروه فلم وثائقي في الوقت الذي لم يذهب خالد الخطيب ومن معهم الى المشاركة في هذا المهرجان بحجة الأوضاع والإنشغال في تقديم المساعدات والإغاثة والإسعاف للمدنيين ، وهذا أكبر دليل على التضليل الحقيقي للأحداث ، فأين الإنسانية واين الأخلاق في ذلك ؟ هذه الفبركة هي فبركة إعلامية واضحة لدعم مجموعات إرهابية لاتقوم بأي عمل إنساني ، هذه المنظمة لم تتعامل مع الصليب الأحمر ، ولا مع أي منظمة من المنظمات الإنسانية ، هؤلاء قتلوا الأبرياء وأكلوا الأكباد ، وحتى اللحظة لم يدين أحد منهم الإرهاب ، ولا إجرام داعش والنصرة ، هم يحاولون تضليل الإعلام ، والآن تراهم يحتفلون في بعض المحطات الخليجية بهذ النجاح الكاذب ، ويعرضون بصور أحدهم يداعب شعر طفلة ، أو يمسد رأس طفل ، وهذا الطفل ظهر في أحد الأفلام مقتول ولعبته بجتانبه ، هذا الطفل ظهر في فيديوهاتهم في حلب وفي اليمن وفي ليبيا ، هذا تضليل وكذب وإفتراء ، وعلينا أن نواجه مثل هذه الأعمال المفبركة والتي تنقل الأحداث في صورة لاتمت للواقع بصلة.
أما المستشرق المستشرق الروسي، الصحفي في جريدة "إيزفيستيا" أندريه أونتيكوف فقد قال مايلي:
طبعاً هذا شيء خطير للغاية، لأنه من المعروف أن هذه المنظمة مدعومة وممولة من الدول الغربية، من بريطانياً ومن الولايات المتحدة الأمريكية، وهي وفق التقارير قد حصلت على تمويل بمقدر 100 مليون دولار، زجل ما تقوم به هذه المنظمة هو لصالح الولايات المتحدة الأمريكية، ومن المعرف عن نشاط هذه المنظمة قيامها بالتزوير والفبركة الموجهة ضد روسيا وسورية بالدرجة الأولى ،ونحن تابعنا نشاط هذه المنظمة التي تقوم بتصوير فيديوهات مزورة ومفبركة في مناطق معددة وفي مقدمتها قطر،زمع ذلك وفي جو من الإستغراب نرى أن هذه المنظمة تكرم ، وننظر الى هذا التكريم المرفوض وغير المقبول بعين الدهشة ، وهذا ما أشارت إليه المتحدثة بإسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زخاروفا.ومن هنا لابد من إتخذ خطوات حازمة للمواجهة ، ويتوقف هذا بالدرجة الأولى على وسائل الإعلام التي يجب عليها أن تفضح هذه الفبركات وعمليات التزوير التي تقوم بها منظمة "القبعات" البيض ومثيلاتها ، ويجب على وسائل الأإعلام الروسية والسورية ، وعلى جميع وسائل الأإعلام التي تعمل حقيقة لإيصال الحقيقة الى الرأي العام أن تفضح ممارسات هذه المنظمات ، وأن تكشف كل هذه الحقائق ، وفي الحقيقة وسائل الإعلام الروسية والسورية إستطاعت أن توضح للرأي العام العالمي وتحديداً الغربي على المستويين الشعبي والرسمي الكثير من الحقائق ، وهذا ماجعلها تحت مرمى مضايقات الدول الداعمة لهذه المنظمات ، لكن لابد من الإستمرار في المواجهة وفضح هذه الأعمال المرفوضة
إعداد وتقديم: نواف إبراهيم