وبحسب صحيفة "الغاردين" البريطانية، بدأ البرنامج كما يلي: رجل أو امرأة في غرفة يقوم بتعديل تفاصيل شريك أحلامه بطريقة ليس لها مثيل حتى في فيلم Weird Science الخيالي. تجعله طويلاً. أو تقوم بتقصير شعره…يمنحها ثدياً أكبر. ويستمر التعديل حتى يصل أخيراً إلى الكمال. لكن هذا ليس هو الجزء الغريب في البرنامج.
يذهب فريق البرنامج للبحث عن أشخاص من لحم ودم يتوافقون تماماً مع ما صممته. وبالنظر إلى المجهود المبذول في هذا التصميم، يفترض أن يحدث الحب بينكما من أول نظرة، أليس كذلك؟ لا، لأن هذا ليس الجزء الغريب في البرنامج.
لأن فريق الإنتاج ينجح في العثور على 7 أشخاص آخرين يتوافقون مع تصميمك. تدخل غرفة لتجد 8 أشخاص متطابقين، ويرتدون ملابس متطابقة، وجميعهم يتوافقون حرفياً مع المواصفات الجسدية التي طلبتها، وجميعهم يريدون أن يكونوا مخلصين لك. هذه هي "لعبة الاستنساخ": برنامج به مجموعة من الأشخاص يشبهون بعضهم البعض، ويتنافسون للفوز بإعجابك لدرجة تجعل روحك تنفصل عن الواقع بشكل يصعب إصلاحه وتنغمس في عالم يملؤه التشوش واليأس.
إن لحظة دخول الشخص، الذي يجب عليه الاختيار، إلى غرفة ممتلئة بأشخاص متشابهين، هي بلا شك الدافع وراء إنتاج برنامج "لعبة الاستنساخ". إنه أمر مربك للغاية.
الأمر يشبه مشاهدة العميل سميث وهو يتشاجر في نهاية فيلم Matrix 2، مع فارق أن جميع الأدوار يقوم بها رجال في العشرينات من عمرهم، يرتدون قبعات البيسبول ويبدو أنهم غير واعين بأنفسهم غير مبالين.
إن الأمر أشبه بهجومِ إعلاناتٍ متطابقة لا حصر لها على متصفح الإنترنت الخاص بك.
برنامج "لعبة الاستنساخ" يطرح بعض الأسئلة المثيرة للاهتمام. ففي الأسبوع الأول، يقدم لامرأة تدعى شارلوت 8 رجال من أعراق مختلفة ويرتدون قبعات البيسبول. نظرياً، إنهم جميعاً يمثلون رجل أحلامها، لكنها مضطرة لاستبعاد 7 منهم. إن الرسالة التي يطرحها البرنامج هي أنك إذا بحثت بعمق، ستدرك أن جوهر الإنسان هو ما يفرق، وليس مظهره الخارجي.
ففي النهاية، عندما يشبه الجميع بعضهم البعض، ما الذي ستبحث عنه بخلاف الشخصية؟ نظرياً، يتحدث هذا البرنامج عن التخلص من القيم السطحية والهامشية عند اختيار شريك حياتك.