وردت "كتائب القسام" الجناح العسكري لحركة "حماس" على التصعيد الإسرائيلي، مؤكدة أن "المقاومة ستقول كلمتها في أي عدوان إسرائيلي جديد على قطاع غزة، على غرار القصف الأخير".
وقال الناطق باسم الكتائب "أبو عبيدة، إن "المقاومة إذا وعدت أوفت، وعلى ما يبدو فإن العدو الإسرائيلي لا يفهم سوى لغة القوة".
وعلى الجانب الإسرائيلي، قال وزير البناء والإسكان يؤاف غلنت، إن "الحرب الأخيرة على غزة كانت بمثابة إشارة إنذار".
وأكد غلنت خلال جولته حول مستوطنات غلاف غزة، أن الجيش الإسرائيلي من المحتمل أن يواجه في المستقبل تحديات عسكرية أخطر من الحرب الأخيرة، وذلك على جبهة قطاع غزة والحدود الشمالية".
وأضاف، "المقاومة الفلسطينية طورت نفسها، ويجب أن نستخلص العبر من الحرب الأخيرة، عبر نقاشات تجري في الكابينت وربط النقاشات بالقيادة العسكرية والأمنية، لنعمل بقوى مشتركة من أجل إسرائيل".
وفي ذات السياق، أكد ضابط إسرائيلي رفيع المستوى في لواء المشاة الإسرائيلي، أن الجيش الإسرائيلي يتطلع للحرب القادمة مع غزة، مؤكداً أن "الحرب الأخيرة في عام 2014 ولت، وأننا نتطلع لما سيحدث وليس فقط ما حدث".
وقال الضابط، بحسب ما نقلت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، إنه "تم الاتفاق على دعم أمريكي بقيمة 120 مليون دولار ليتم إنفاقها لتطوير منظومات إسرائيلية، وتم جزء منها على حدود قطاع غزة وهدف تلك المنظومات الكشف عن حفريات أنفاق بعمق عشرات الأمتار".
وأشار عطالله في حديثه لـ"سبوتنيك"، إلى أن تقرير الحرب الإسرائيلية الأخيرة، والتحقيقات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، واندفاع وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان الذي يريد أن يحقق إنجاز إذا ما سقطت الحكومة الإسرائيلية، كل هذه الأمور تستدعي القلق الفلسطيني خشية شن إسرائيل حرب جديدة على القطاع.
وأوضح أن "تقرير مراقب الدولة يشجع الحكومة الإسرائيلية على شن حرب جديدة على غزة لحفظ ماء وجهها، وهو واحد من أهم الأسباب التي قد تدفع إسرائيل لشن حرب جديدة"، مضيفاً، "تصريحات المقاومة الفلسطينية ليست خياراً بل هو أمر واقع، فليس أمام المقاومة سوى الرد والدفاع في حال شنت إسرائيل هجمات على قطاع غزة، مما قد يفتح الباب أمام حرب طويلة في غزة".
الجدير بالذكر أن تقرير مراقب الدولة الإسرائيلي وجه انتقادات شديدة اللهجة للحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو، والمجلس الوزاري المصغر "الكابينت" خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة عام 2014، مؤكداً أن الجيش الإسرائيلي لم يكن على استعداد كاف لخوض الحرب من جهة، وعدم وجود تنسيق بين الجيش والاستخبارات العسكرية من جهة أخرى، وفشل الجيش في تدمير شبكة الأنفاق التي تمتلكها المقاومة الفلسطينية.
من جهته قال الخبير العسكري الفلسطيني اللواء المتقاعد واصف عريقات، "إننا أمام قيادة يمينية إسرائيلية، ارتكبت العديد من الحماقات في السابق ويمكن أن ترتكب الحماقات في المستقبل بشن حرب إسرائيلية على غزة".
وأضاف، "هناك ضعف في اتخاذ القرار في إسرائيل في الوقت الحالي، مما سيشكل مانعا أمام التفكير في التوجه لحرب جديدة على غزة، وإنما سيستمر التصعيد الممنهج واليومي الإسرائيلي، الذي يعتبر تصعيد ما قبل الحرب وليس الولوج في الحرب"، مؤكداً "وجود فرق بين الرغبة والقدرة على التنفيذ، وقدرة التنفيذ عن الجيش الإسرائيلي ضعيفة، وقدرة اتخاذ قرار الحرب عن القيادة السياسية شبه معدومة في الوقت الراهن".
وتابع، "إسرائيل تتطلع لتشكيل تحالفات مع الدول العربية، وأي حرب على قطاع غزة يبعد احتمالية التقرب من العرب، الذي يسعى إليه نتنياهو والقيادة الإسرائيلية".