ويبدو أن هذا "التجمع الشعبي"، الذي نظّم قرب برج إيفل، محاولة أخيرة للرد على من يطالبون فيون بالانسحاب من السباق الرئاسي، بسبب فضيحة الوظائف الوهمية لزوجته بينيلوبي واثنين من أبنائه.
وقال المرشح الذي يواجه انشقاقات عدة في معسكره، قبل 49 يوماً من الدورة الانتخابية الأولى "أدين لكم باعتذارات، بينها وجوب الدفاع عن شرفي وشرف زوجتي، في حين أن المهم بالنسبة إليكم وإلي هو واجب الدفاع عن بلادنا". وأضاف "أدرك تماماً نصيبي من المسؤولية في هذه الأزمة، بعيدا عن الخيانات والروزنامة القضائية وحملة تشويه السمعة، فإن المشروع الذي أحمله وأؤمن به وتؤمنون أنتم به، يصادف هذه المعوقات الكبيرة بسبب خطأ ارتكبته. وإنني أقوم بمراجعة ضميري"، معتبراً أنه لا يحق لمعارضيه أن يدفعوه إلى الانسحاب.
وكان نحو 260 مسؤولاً منتخباً قد تراجعوا عن دعم فيون، تحت ضغط القلق، إزاء تراجع مرشح اليمين الذي باتت الاستطلاعات تشير إلى خروجه من الجولة الأولى التي ستجرى بعد 49 يوماً.
وفي هذا السياق، وبسبب المشاكل المتراكمة في معسكر اليمين المحافظ، تمت الدعوة إلى اجتماع استثنائي، غداً الإثنين، لقيادة حزب "الجمهوريون"، ممثلة باللجنة السياسية، من أجل "تقييم الأوضاع" داخل الحزب.
وتتكون اللجنة السياسية من مجموعة من القيادات، من بينهم المرشحون السابقون في التمهيديات، على رأسهم الرئيس السابق نيكولا ساركوزي، ورئيس الوزراء السابق ألان جوبيه، والذي يحاول أنصاره الدعوة إلى الاستنجاد به كبديل عن فيون.
وسيدرس هذا الاجتماع الحاسم احتمال دعوة فيون إلى التخلي عن ترشحه، بعد أن بات جزء مهم من الشخصيات اليمينية شبه متأكد من خسارة الحزب للرئاسيات إذا لم يتخل فيون عن الترشح باسمه، بعد أن تهاوت شعبيته إلى درجة مقلقة، وصارت كل استطلاعات الرأي تتنبأ بهزيمته وإقصائه في الدور الأول من الانتخابات الرئاسية.