سبوتنيك: بداية ما هي آخر أخبار المعارك التي تدور في ميناء رأس لانوف، بين الجيش وما يطلق عليها "سرايا الدفاع عن بنغازي"، منذ يومين وحتى الآن وأين وصلت تحركات الجيش؟
المسماري: الوضع من الناحية العسكرية يسير حسب الخطة الموضوعة، وتشن القوات الجوية ضربات على المنطقة المحصورة بين رأس لانوف حتى منطقة سرت، مسافة 200 كيلومتر، بمشاركة جميع قوات الجيش. على الأرض قواتنا تتجهز للتقدم، بعد إنهاء المجهود الحربي للقوات الجوية وتبدأ في الزحف نحو منطقة رأس لانوف السكنية، لكونها كانت في منطقة شرق رأس لانوف على مشارف المنطقة الصناعية. الموقف تحت السيطرة والأمور أصبحت أكثر وضوحا الآن، والعدو يحاول القيام بعدد من الهجمات، والقيام بحرب إعلامية تواكب الحرب على الأرض، وهناك إمدادات تأتي من مدينة مصراته وسبها من عناصر تنظيم القاعدة، في غريان والزاوية وصبراته، كل هذه البؤر تقوم بإمداد العدو في رأس لانوف.
سبوتنيك: على الرغم من سيطرة الجيش على المناطق النفطية من أشهر قليلة في انتصار جديد للجيش الليبي، إلا أن المليشيات عادت للسيطرة عليها، ما هي أسباب سيطرة الميليشيات عليها مرة أخرى؟ و ما تداعيات ذلك؟
المسماري: أولا سيطرتنا على المنطقة ليس واردة الآن لأن الحرب لم تنتهي، ولكن هي جزء بسيط من منطقة الهلال النفطي، الذي يبدأ من ميناء الزويتينة، شرق إجدابيا حتى ميناء السدرة بعد رأس لانوف. القوات المسلحة لا زالت تخوض المعركة، ونعمل على استعادة المناطق التي سيطروا عليها. العدو استخدم في هذا الهجوم أكثر من ثلاثة محاور رئيسية، بالإضافة إلى الخيانة التي تعرضت لها القوات من داخل رأس لاوف، ما دفع آمر العمليات سحب القوات الخاصة لحمايتها من النيران الغادرة.
سبوتنيك: إلى أي جهة تتبع المليشيات في راس لانوف؟
المسماري: تتكون هذه المليشيات من تنظيم القاعدة المتمركز في الجفرة وسبها وطرابلس، ومن تنظيم الإخوان، الذي دعم تلك الجماعات بالأموال، حكومة فايز السراج مسؤولة مسؤولية مباشرة باعتبار وزير دفاعه متواجد مع تلك العناصر، والتقى معهم أكثر من مرة، وأيضا التمويل المادي يأتي من حكومة السراج، وهو ما تأكدنا منه، والمجلس الرئاسي نفسه يوجد به عناصر من تنظيم القاعدة ومن الجماعة المقاتلة. أما عن الخيانات التي حدثت خلف القوات كانت من ما يعرف ب"حرس جهاز المنشآت النفطية" سابقا، برئاسة إبراهيم الجضران، وتعاونوا مع العدو في محاربة الجيش الوطني.
سبوتنيك: سيادة العميد أنت تحدثت في بيان، أن الجيش لا يستبعد وجود دعم أجنبي لهذه المليشيات، على أي أساس أو فكرة أصبح هذا التوقع موجود؟
المسماري: هذا التوقع ليس في هذه العملية فقط، بل في كل التوقعات وكل العمليات السابقة، حتى في حربنا في بنغازي، هناك تواصل مستمر بين قادة المليشيات في بنغازي، والتي تتكون من الدروع الإخوانية وتنظيم القاعدة عبر كتيبة أنصار الشريعة وغيرها من المسميات، وكذلك تنظيم داعش.
سبوتنيك: هل تعتبر هذه خطورة جديدة لعودة تنظيم القاعدة إلى ليبيا؟ وما هو المتوقع حال استوطن هؤلاء أي بقعة من البلاد في ظل التحركات العسكرية لمحاربة الإرهاب؟
المسماري: تنظيم القاعدة تحاول بعض الدول العظمى عدم ذكره في أي تصريحات ولكنه متواجد منذ البداية وظهر بقوة في التسعينات، وبعد أحداث فبراير عام 2011، وقام بعدة إعدامات منها اللواء عبدالفتاح يونس، وأصبح مثل السرطان واستولى على كثير من أسلحة الجيش الليبي. نحن نخوض معركة دولية يتجاهلها المجتمع الدولي ومجهودات الجيش الليبي في هذا الشأن.
سبوتنيك: حركات متطرفة أعلنت اندماجها وولاءها لتنظيم القاعدة، شمال مالي، لتشكل ما أسمته جماعة نصرة الإسلام والمسلمين. إلى أي مدى يعزز هذا من انتشار الإرهاب في ليبيا؟
المسماري: هناك انشقاقات ومسميات كثيرة في القاعدة، مثل أنصار الشريعة وغيرها، لكن المقاتلين فيها لا يعترفون بحدود الدول، وهم من كل دول العالم، إذا هذا ليس تنظيما وطنيا أو يتبع جهة معينة أو دين معين، بل هو تنظيم شامل استطاع لملمة كل المجرمين في العالم وإدراجهم في هذا التنظيم.
سبوتنيك: رئيس جهاز حرس المنشآت النفطية المكلف من المجلس الرئاسي العميد إدريس بوخمادة، قال إن جهاز حرس المنشآت سيتسلم خلال الأيام القليلة المقبلة الموانئ والمنشآت النفطية لتأمينها، فيما دعا مصطفى صنع الله رئيس المؤسسة الوطنية للنفط إلى تحييد المؤسسة ومنشآتها عن الصراعات السياسية، مؤكدًا تبعية المؤسسة الوطنية للنفط لمجلس النواب بصفته أعلى سلطة تشريعية، وللمجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني بصفته أعلى سلطة تنفيذية في البلاد، وفق الاتفاق السياسي الليبي. كيف تفسر هذا اللغط للشعب الليبي؟
المسماري: هذا اللغط كبير جدا، حتى السيد صنع الله يحاول مسك العصا من الوسط ومسايسة الموضوع وتحييد المؤسسة الوطنية للنفط، لكننا عندما قمنا بتسليمها له اشترطنا عليه أن تكون المؤسسة خارج المجلس الرئاسي، وتتبع البرلمان بشكل مباشر، هذه مؤسسة لا يمكن أن تتبع لحكومة، ولكنه ما يزال يناور… هناك دعم كبير جدا للسراج ليكون على رأس السلطة في البلاد، لكن السراج سقط بعد هذه الغزوة على الهلال النفطي وسقط الاتفاق السياسي، والشعب قال كلمته مع البرلمان الذي يجتمع ليتخذ قرار بهذا الشأن. أي شخص يتم تكليفه من السراج غير شرعي، لأنه لم يحلف اليمين أمام البرلمان ولم يقدم حكومة من الأساس. المطالبات الشعبية مصرة على الخروج من الاتفاق السياسي، ولهذا يجتمع البرلمان، لإسقاط الاتفاق والسراج.
أجرى الحوار عبدالله حميد.