ومن المستحيل التأكد من مكان اختباء البغدادي الذي نصب نفسه خليفة على المسلمين من المسجد الكبير في الموصل، بعد أن اجتاح مقاتلوه شمال العراق عام 2014.
غير أن مصادر مخابرات أمريكية عراقية تقول، بحسب وكالة "رويترز"، إن غياب أي بيانات رسمية من قيادة التنظيم وفقدان السيطرة على مناطق بمدينة الموصل يوحي بأنه هجر المدينة التي تعد أكبر مركز سكاني خضع لسيطرة التنظيم.
وقد ثبت أن البغدادي هدف مراوغ، فنادرا ما يستخدم وسيلة اتصال يمكن مراقبتها، وتقول المصادر إنه يتنقل باستمرار، وفي كثير من الأحيان أكثر من مرة خلال اليوم الواحد.
وتضيف المصادر أنها تعتقد من خلال الجهود المبذولة لاقتفاء أثره أنه يختبئ في الغالب بين مدنيين من المتعاطفين معه في قرى صحراوية مألوفة له لا بين المقاتلين في ثكناتهم في المناطق الحضرية التي يدور فيها القتال.
وبدأت القوات العراقية المشتركة عملية تعد الأكبر قبل خمسة أشهر، لاستعادة السيطرة على الموصل التي يزيد حجمها أربع مرات على الأقل على أي مدينة أخرى خضعت لسيطرة التنظيم.
واستطاعت القوة العراقية المؤلفة من 100 ألف مقاتل انتزاع السيطرة الكاملة على الشطر الشرقي من الموصل، في يناير / كانون الثاني. وبدأ القادة، الشهر الماضي، تنفيذ عملية لعبور نهر دجلة والسيطرة على الشطر الغربي.
وحققت القوات العراقية تقدما مطردا، ويقول التحالف الآن إن النصر محتوم، ما سيؤدي إلى القضاء على "داعش" في العراق.
وتشير مصادر المخابرات إلى انخفاض حاد فيما ينشره تنظيم "داعش" على وسائل التواصل الاجتماعي، باعتباره دليلا على أن البغدادي وحاشيته يزدادون عزلة.
ولم يصدر البغدادي نفسه رسالة مسجلة، منذ أوائل نوفمبر/ تشرين الثاني، بعد أسبوعين من بداية معركة الموصل، عندما دعا أنصاره لقتال "الكفار" وإراقة دمائهم أنهارا.
ومنذ ذلك الحين، تتحدث بيانات متفرقة من التنظيم عن هجمات يشنها مفجرون انتحاريون في مواقع مختلفة بالعراق وسوريا، لكنها لا تعلق أهمية خاصة على الموصل رغم كون المدينة الساحة الرئيسية للقتال.
ولم يصدر عن البغدادي أو أي من مساعديه المقربين تعليق على سقوط الشطر الشرقي من المدينة في يناير/ كانون الثاني.
ورغم أن فقدان السيطرة على الموصل سيضع نهاية فعلية لحكم التنظيم في الأراضي العراقية، فإن المسؤولين الأمريكيين والعراقيين يستعدون لتحول التنظيم إلى العمل السري وخوض تمرد مثل تلك التي أعقبت غزو العراق.