حملت القضية الكثير من المفاجآت، خاصة العلاقات التى ربطت فنانين وفنانات من الوسط الفني بعمل المخابرات، واستخدامهم لأهداف معينة عن طريق تسجيل فيديوهات جنسية بين أشخاص تستهدفهم المخابرات سواء عرب أو أجانب أو مصريين، والتى كان يتم تجنيدهم فى الغالب بعد تعرضهم لضغوط وتهديدات بكشف فضائحهم بعد استدراجهم وتصوير أفلام جنسية لهم مع شخصيات من صنع المخابرات، حيث إن أغلب نجوم الفن تعرضوا لضغوط من المخابرات للعمل لصالحها.
الكاتب المصري طاهر البهي، رصد في كتابه "الفنانون والمخابرات" أشهر قصص من تلك القضية إضافة إلى قصص أخرى خارجها.
أسمهان شاركت في هزيمة الألمان
دراسة كتبها البريطاني نيكولاس فاش، عن أسمهان والمخابرات البريطانية، تؤكد في البداية أن العلاقة بدأت في القاهرة عندما قامت الحرب العالمية الثانية كانت أسمهان تعيش في القاهرة وأصبحت مطربة مشهورة وكانت القاهرة في ذلك الوقت — رغم أجواء الحرب — واحة لحياة السلم، حيث كان الضباط البريطانيون يغادرون الصحراء ليقضوا إجازاتهم في القاهرة كأنهم يعيشون في الفردوس.
وكانت سوريا ولبنان تحت سيطرة حكومة "فيتشي" الموالية للألمان، وكانت خطة بريطانيا دخول سوريا ولبنان وطرد تلك القوات، وكانت تقتضي الخطة الاتفاق مع زعماء جبل الدروز على عدم التعرض للقوات البريطانية عند عبورها الجبل للدخول إلى سوريا والسماح لها بالتقدم دون مقاومة ومن هنا جاء دور أسمهان، فقد لجأت إليها المخابرات البريطانية للاستعانة بها باعتبارها أميرة درزية ومطلقة أمير جبل الدروز حسن الأطرش.
وكان دورها يتمثل في إقناع زعماء الجبل لتهيئة الوسائل اللازمة لضمان نجاح تلك المغامرة. ومن أجل نجاح مهمتها قررت أسمهان العودة إلى زوجها الأمير حسن الأطرش.
إلا أن أسلوب حياة الأميرة لفت أنظار السلطات التابعة لحكومة فيتش في سوريا والموالية للألمان، فرصدتها عيونهم حتى صدر الأمر باعتقالها، وجاء من يحذرها ويطالبها بالهرب، وبالفعل استطاعت الهرب بمساعدة أمراء البدو عن طريق التنكر في زي عبد، وطلت وجهها باللون الأسود في مغامرة تشبه مغامرات السينما حتى وصلت إلى حدود الأردن ثم إلى فلسطين حيث سلمت المعلومات التي لديها إلى الجنرال "باص" وبعد يومين فقط زحفت قوات الحلفاء حتى تمكنت من دخول سوريا ولبنان وطردوا منها حكومة فيتش، وقد رافقت أسمهان قوات الحلفاء في زحفها على سوريا ولبنان.
هل كانت كاميليا عميلة للموساد؟
الحقيقة أن الرأي حول تلك النقطة قد انقسم ما بين مؤيد ومعارض، فالفريق الذي اتهم كاميليا بالجاسوسية قال: إنها عضو نشط في شبكة التجسس على الملك فاروق وعلى الأوضاع السياسية في مصر في فترة مهمة من فترات الصراع "العربي الإسرائيلي" مستنداً إلى علاقتها "الخاصة جداً" بالملك فاروق.
ويؤكد حفني المحلاوي في كتابه "فنانات في الشارع السياسي" أن كاميليا كانت عميلة من الدرجة الأولى الممتازة، وأنها كانت مرتبطة بالموساد في الفترة من عام 1948 وحتى وفاتها عام 1950.
أما أستاذ التاريخ محمود متولي فيقول: إن كاميليا كانت مزودة ببعض التعليمات من الوكالة اليهودية، في تل أبيب وكان في استطاعتها السفر في أي وقت تحت ستار عملها بالتمثيل، كما أنه يحدد قبرص كمكان لالتقائها مع عملاء الوكالة اليهودية، كما أنه لا يستبعد أن تكون أخبار سير العمليات القتالية في فلسطين التي كانت تحت بصر فاروق تصل إلى كاميليا أثناء علاقتها به التي امتدت من عام 1964 وحتى نهاية عام 1949.
أما المعارضين لـ"جاسوسية" كاميليا فيعتقدون أن الملك فاروق هو الذي أشاع هذه التهمة عنها عندما مل الحياة معها وأراد أن يتخلص منها. وأكثر من هذا أن أصحاب هذا الاتجاه يرون أن فاروق هو الذي دبر لها حادث الطائرة عندما اكتشف أنها تخونه مع غيره من الرجال.
بدأت الإثارة والألغاز في حياة ليليان فيكتور كوهين والتي اشتهرت فيما بعد بكاميليا منذ مولدها في ديسمبر/ كانون أول 1919، فرغم تسجيلها باسم كوهين إلا أن الرجل أنكر نسبها فيما بعد، واستمرت الإثارة في حياة نجمة السينما ذات الجمال الطاغي والفتنة النادرة، حتى وفاتها في حادث انفجار الطائرة في عام 1950.
برلنتي عبد الحميد
كانت برلنتي عبد الحميد مدعوة إلى حفل إقامة السفير الهندي بالقاهرة، ولضيق الوقت ذهبت إلى منزل السفير بالزمالك بمكياج دورها في أحد الأفلام، وصادف ذلك ترحيباً من الأجانب حتى أنهم هللوا لها.
وبينما الكل يتزاحم من حولها، إذا برجل يقترب منها هامساً: أنا فلان الفلاني (مخابرات).
ولأنها لم ترد لنفسها أن تكون موضع شبهة من تلك الطريقة الهامسة، فما كان منها إلا أن صاحت باللغة الإنجليزية": وما شأني أنا بالمخابرات.. إنني فلانة ولا دخل لي بالسياسة".
انتى الحفل وبعد عودتها إلى البيت مباشرة، تلقت مكالمة هاتفية بصوت رجل رقيق ومهذب — على حد وصفها — يقول أنا صلاح بدر مدير المخابرات الحربية، وطلب منها بعد أن وصفها بالوطنية، أن تكتب تقارير عن أي شيء تسمعه أثناء وجودها مع رجال السلك الدبلوماسي. إلا أنها رفضت، فاستأذنها في أن يعاود الاتصال بها مرة أخرى، فرحبت بذلك.
وهنا تقرر السيدة برلنتي أنها كانت المرة الأولى التي تتعرف فيها على رجال مخابرات.
ولكن يبدو أن شخصية السيدة برلنتي عبد الحميد التي أطلق عليها الأجانب "برلنتي عبد النيل" — كما تقول — كانت شخصية رأت فيها المخابرات نموذجاً من طراز ممتاز للاستفادة من علاقاتها الواسعة لا سيما بالأجانب.
بعد أيام من آخر مكالمة تلقت برلنتي عرضاً آخر حيث طلبت منها من تصفها بـ"الكاتبة الدينية المعروفة" أن تستقبل شخصاً مهما يردي زيارتها.
وبعد ساعة دق جرس الباب ودخل رجلان ودارا في أنحاء الشقة يتفحصانها، ولم يمض وقت طويل حتى دق جرس الباب مرة أخرى وظهر رجل ممتلئ قليلاً، أعدت له برلنتي الشاي بنفسها اتضح لها بعد ذلك أنه صلاح نصر رئيس جهاز المخابرات العامة.