بوتفليقة الذي احتفل في الثاني من الشهر الجاري بعيد ميلاده الثمانين تعرض في نهاية أبريل 2013 لجلطة دماغية استلزمت نقله في رحلة علاجية إلى فرنسا، وتعرض لجلطة أخرى في عام 2014.
واعتاد الرئيس بوتفليقة استقبال كبار المسؤولين الأجانب الذين يزورون بلاده، لكنه لم يفعل ذلك مع وزير الداخلية الفرنسي برونو لورو، الذي زار الجزائر يوم الثلاثاء الماضي، ثم وزير الخارجية الإسباني ألفونسو داستيس الذي زارها يوم الأربعاء.
وقال رئيس لجنة الحكماء بحزب جبهة التحرير الوطني الحاكم في الجزائر السعيد بوحجة، في تصريح لـ"سبوتنيك"، "هذه إشاعات، الدولة الجزائرية دولة مؤسسات، قادرة وقوية وبالتالي لا تزول ولا تنهار بسهولة، لأن المؤسسات قائمة، مجلس الأمة، المجلس الدستوري، الحكومة، ونحن على أبواب انتهاء عملية الترشيحات للانتخابات التشريعية المقبلة، وفي حزبنا جبهة التحرير الوطني اليوم نعلن على القوائم الانتخابية للمترشحين".
وتابع "الشعب الجزائري في أغلبيته لا يأخذ معلوماته إلا من الإذاعات الرسمية للدولة، الإشاعات كثيرة حتى أصبح المواطن لا يثق في من يطلقها، ونحن على أبواب انتخابات، وسمعنا من الوزير الأول للحكومة الجزائرية، بأن صحة الرئيس على أحسن ما يرام، وبالتالي لا يوجد ما يبعث على القلق".
وأضاف بوحجة "نحن نعمل مع كل الأحزاب على تهيئة المناخ، لجذب أكبر عدد من المواطنين للتصويت، لتكون مشاركة في الانتخابات، وتعطي لها مصداقية قوية".
وعن حالة غياب الرئيس في الجزائر، قال بوحجة "هي حالة محددة دستورياً، مجلس الأمة يتولى السلطة لفترة زمنية، وهذا حدث عندما توفى الرئيس هواري بومدين، حتى تم انتخاب رئيس جديد، والمؤسسة الأولى في البلاد هي مجلس الأمة، تدير الدولة حتى تعود الشرعية بانتخاب رئيس جديد".
وقالت الكاتبة الفرنسية فاتن سماوي "عدة مرات وقع إبلاغ وفات الرئيس الجزائري، وهناك من شكك وكذب، ووقع إخفاء تفاصيل عن صحته لفترة، وهو في وضعية صحية صعبة".
وتابعت "خبر مرض بوتفليقة أكيد مؤكد، فلديه عدة أمراض مزمنة، حتى أنه في الأسبوع الأول من شهر مارس الحالي، هناك أخبار تقول إنه دخل لفرنسا، للعلاج من تداعيات علاجه لسنوات من سرطان المعدة والفشل الكلوي، بخلاف أنه في عمر متقدم".
وأكدت سماوي أن الإشكالية في من سينوب بوتفليقة، ومن هو خليفته في المستقبل، وقالت "أكيد أنه يسبب مخاوف كبيرة في الداخل الجزائري، ومخاوف أكثر على الجيران ومنطقة الشمال الإفريقي كاملة، خصوصاً مع الوضع المتأزم في ليبيا، وغيابه سيؤثر على العلاقات الأوروبية المباشرة وخصوصا فرنسا، وخصوصا أن باريس تلعب دور هام خاصة في النزاع بين الجزائر والمغرب، ولها ثقل داخل الجزائر، كذلك تأثيره اذا غاب بوتفليقة، ولم تنظم انتخابات رئاسية قبل وفاته، بصفة ديمقراطية".
وأضافت "يجب أن نتحدث عن أهمية ودور الجيش الجزائري، في حماية الدولة الجزائرية، وتمرير انتخابات اختيار رئيس جديد، خاصة في ظل حرب كبيرة على الإرهاب الدولي، وقد يحدث مع بوتفليقة مثلما حدث مع بن علي وبوتفليقة، من تأخير إعلان الوفاة لحين حل الأزمة داخلياً وبعدها يتم الإعلان".
وتابعت "بعد سنوات الإرهاب، وموت 200 ألف جزائري، ودخول المؤسسة العسكرية في صراع مع ما يسمى (الإخوان المسلمين) بالجزائر، وقام الجيش بإلغاء نتائج الانتخابات التي حصل عليها الحزب ذو التوجه الإسلامي، وبعدها حصل الجيش على مساحة أكبر ووجود أقوى، وهو داعم لبقاء الدولة الجزائرية".
وقالت الكاتبة الفرنسية فاتن سماوي "إن أعين القوى الاقتصادية الخارجية على الجزائر، فهو بلد غني بالموارد، وفيه عائدات نفطية كبيرة، وقوة اقتصادية هامة، خصوصا للسوق والاستثمارات الأوروبية، وعلى رأسهم فرنسا وألمانيا، وكل المصالح تسعى لتدعيم شخص قوي يقود الجزائر".
وأضافت سماوي "لو غاب بوتفليقة، هذا الشخص الذي لعب لسنوات دور هام في التهدئة والتسوية والتوازن داخليا، ولعب دور هام مع المغرب العربي كله، شخصية هامة جداً ومؤثرة، فهل سيكون سلفه في مستواه في علاقاته الدبلوماسية والخارجية، وهل سيتمكن بوتفليقة من ترشيح شخص قبل وفاته بحيث يبعد الجزائر عن صراع داخلي".