موسكو — سبوتنيك
وأعلن كل من زعيم "الحزب الليبرالي الديمقراطي الروسي"، فلاديمير جيرينوفسكي، عن عزمه المشاركة في الحملة الانتخابية، وكذلك فعل المعارض أليكسي نافالني، المفرج عنه إفراجا مشروطاً في قضية اختلاس أموال تابعة لشركة "كيروفليس" للأخشاب، ويرى خبراء القانون، أن هذا الحكم المشروط، على الأرجح، لن يسمح له بالترشح للرئاسة الروسية.
أما حزب "يابلوكو"، فقد أعلن هو الآخر، أنه اتخذ قراراً بترشيح زعيمه، غريغوري يافلينسكي، في حين أعلن حزب "روسيا العادلة" عن ترشيح مرشح رئاسي خلال مؤتمر الحزب، المقرر أن يعقد خلال فترة الخريف القادم.
ويتفق الخبراء الروس أن الرئيس بوتين، لن يرشح نفسه فقط في الانتخابات، بل وسيفوز فيها أيضاً، بهامش واسع من المنافسين المحتملين.
ولذلك، قال نائب رئيس مركز التكنولوجيات السياسية، أليكسي ماكاركين، بهذا الخصوص: "أعتقد أنه سيرشح نفسه، وأنه سيفوز، وأنا لا أرى أي فرص لدى المنافسين لفلاديمير بوتين".
فيما تحدث خبير العلوم السياسية من معهد الدراسات السياسية الإنسانية، البروفسور فلاديمر سلاتينوف، في هذا الصدد: " من المرجح أن يكون الجواب "بخصوص الترشح لرئاسة البلاد" — "نعم"، وليس "لا". ولكن، كما أفهم، لم يتم اتخاذ أي قرار نهائي بعد "فيما يتعلق بعملية الترشح".
بالإضافة إلى ذلك يرى المحللون والخبراء، أنه حتى الآن، لا يوجد منافس حقيقي، للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ولا يوجد حتى من يمكن أن يصبح بديلاً له، من ناحية الاعتراف والدعم الشعبي.
من جانب آخر، يرى الخبير سلاتينوف، أن هناك بديلاً للرئيس الروسي فلاديمير بوتين يتم "تنشئته" حالياً. ووفقاً للخبير، "سيقال دائماً، أنه يوجد هناك بديل، بالتأكيد بديل للرئيس الروسي".
ولفت الخبير سلاتينوف النظر، إلى أن الرئيس بوتين يدرك أن "القضية "أي قضية نقل السلطة" تعتبر رئيسية من وجهة نظر حفاظ النظام على نفسه، وقدرته على الانتعاش لاحقاً من أجل التطور، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن "مثل هذا المرشح الخليف، بالتأكيد يتم تنشئته حالياً".
ويضيف الخبير الروسي أن السؤال الوحيد الذي يطرح نفسه حالياً — متى سنرى هذا الخليفة للرئيس بوتين؟ — هل هذا سيحدث حالياً أو بعد فترة السنوات الستة القادمة؟
وتابع الخبير للوكالة أيضاً: "ربما، قبل ذلك قد يحدث هذا. وبالمناسبة، أنا لا أستبعد، أنه يمكن أن يعيد انتخاب نفسه الآن، "ضمن انتخابات الرئاسة لعام 2018"، وثم سيغادر منصبه في وقت مبكر، وهذا أمر ممكن".
من جانبه يعتقد أستاذ العلوم السياسية، عضو المجلس الاستشاري لمعهد الدراسات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، أليكسي زودين، أن الرئيس بوتين، بدأ يُنظر إليه من قبل الشعب، وليس فقط باعتباره مسؤولا، ولكن ينظر إلى الرئيس بوتين أيضاً "كقائد استراتيجي لديه تفكير استراتيجي لمستقبل روسيا".
وذكر الخبير زودين: "أن الرئيس بوتين، وكما يبدو، سيدخل هذه الحملة الانتخابية، بنفس الروح التي عاد بها لمنصب الرئيس في عام 2012، عندما سئل: "لماذا ؟"، فأجاب: "لإنهاء ما لم يتم إنهائه".
واتفق الخبراء الروس على أن الرئيس بوتين، ليس له منافسين، مضيفاً إلى أنه يطرح سؤال هنا، حول كيفية تأثير المرشحين الآخرين على سير الحملة الانتخابية نفسها.
فيما اعتبر الخبير سلاتينوف، أن مشاركة "المرشحين الأبديين لدينا"، مثل الممثلين عن أحزاب المعارضة النظامية "الرؤساء الحاليين للحزب الليبرالي الديمقراطي، والحزب الشيوعي وحزب "روسيا العادلة"، والذين يشاركون في الحملة الانتخابية، وليس لأول مرة، وليس للمرة الثانية، يمكن أن تضفي لوناً سلبياً للحملة.
ويشاطره الخبير ماكاركين هذا الرأي أيضاً، لافت النظر إلى أن "السياسيين القدامى، لا يثيرون العواطف حالياً، وهم مملون ومتعبون". ويرى الخبير ماكاركين، أن زعيم الحزب الليبرالي الديمقراطي، فلاديمير جيرينوفسكي، "هو رجل، على الأرجح ، يليق بأن يكون من رجال عالم الترفيه والملاهي"، وبالتالي "يمكن أن يعطي للحملة بعض الاهتمام الإضافي"، ومع ذلك حتى الناس الذين سيصوتون لصالحه، لا يرون في شخصيته رئيساً حقيقياً لروسيا، شأنه شأن رئيس الحزب الشيوعي، غينادي زيوغانوف، ورئيس حزب "روسيا العادلة"، سيرغي ميرونوف.
ولذلك قارن سلاتينوف مشاركة كل من يافلينسكي وجيرينوفسكي، والمشاركة المحتملة لزيوغانوف وميرونوف "بـتأثير البرامج الترفيهية في ليلة رأس السنة"، حيث تظهر لدى الجزء الأكبر من المجتمع، رغبة بإيقاف التلفزيون"، بسبب ظهور وجوه قديمة مملة ضمن البرنامج.
أما رئيس حزب "يابلوكو"، غريغيوري يافلينسكي، فيرى ماكاركين، أن لديه فرص ضئيلة جداً، مشيراً في الوقت نفسه: "بالنسبة للناخبين، هذا رجل بدون تاريخ، لأنه الرجل الذي لم ينتهز فرصته".
ويرى سلاتينوف أن مشاركة ميخائيل كاسيانوف في الانتخابات، ستكون أكثر ملائمة بالنسبة لسلطات البلاد لأنه "ليس هناك نظرة سلبية حول صورته، ولا يوجد شعور بالكلل من رؤيته… وهو سيكون أكثر إقناعا مقارنة مع يافلينسكي، ولكننا ندرك أنه في الحقيقة ليس لديه أية فرص للفوز في منصب الرئيس.
والجدير بالذكر أن لجنة الانتخابات المركزية الروسية، أعلنت في وقت سابقٍ، أن الانتخابات الرئاسية الروسية، ستجري خلال شهر آذار/ مارس من عام 2018.