وتعليقاً على هذا الأمر قال طبيب العيون كريم لوقا للصحيفة: إن الوميض الناتج من المستويات العالية والمتباينة من الإضاءة في الرسوم المتحرّكة الموجودة في ألعاب الأجهزة المحمولة يتسبّب في حدوث نوبات من الصرع لدى الأطفال، محذراً من الاستخدام المستمر والمتزايد لألعاب الموبايل الاهتزازية لاحتمال ارتباطه بالإصابة بمرض ارتعاش الأذرع.
وأشار لوقا إلى أن الإدمان المرضي على ألعاب الموبايل، قد يسبّب اضطرابات في النوم وفشلاً على صعيد الحياة الخاصة أو الدراسة وكسلاً وخمولاً وعزلة اجتماعية لدى الأطفال، إضافة إلى التوتر الاجتماعي وفقدان المقدرة على التفكير الحر، وانحسار العزيمة، والإرادة لدى الفرد.
من جهته حذّر الطبيب سامي الروماني اختصاصي "أمراض عصبية" من نوعية الألعاب التي يزاولها الأطفال، فتختلف بين ألعاب الصراعات والحروب والذكاء والتركيب، "وتبقى سلبياتها أكثر من إيجابياتها، وقد تنتهي بإعاقات، أبرزها إصابات الرقبة والظهر والجهاز العصبي".
وأكدت الدكتورة سميرة القاضي في كلية التربية أنه ينبغي ألّا يسمح للأطفال بقضاء أكثر من ساعتين في اليوم باللعب على الأجهزة "الذكية".
وعلى مستوى الإدمان النفسي يقول الدكتور آصف يوسف في "كلية التربية": يتولّد لدى الطفل مشاعر سلبية إذا فقد الجهاز مثل الغضب والانعزال والاكتئاب، لأنه أصبح يعيش في عالم افتراضي ما يؤدي إلى فقدان المهارات الاجتماعية لديه، ولم يعد يحتك بإخوته وبوالديه وأقاربه، بل مع أصحابه الافتراضيين، وبالتالي تغيّرت العلاقات الاجتماعية إلى علاقات الكترونية بحتة، وأن الاستعمال المتزايد للتكنولوجيا قد يؤثر ويزيد من نسبة التوحّد، والانعزالية، وقلة التواصل مع الناس، ما يجعل الشخص متقوقعاً داخل عالمه الافتراضي، وقد تتطور الحالة لتصل إلى الإدمان، وهذا سوف يسبب التقصير على المستوى الأسري، والاجتماعي.
وأكدت الصحيفة أن الخبراء لا يوصُون بمنع الأجهزة الحديثة "الموبايلات" عن الطفل، بل بتحديد أوقات استخدامها، مع مراقبة المحتوى الذي يصل إليه الطفل عبرها، لأن في ذلك سلاحاً ذا حدين، على اعتبار أنها تساهم في تنمية شخصية الطفل، وتطوير الذات، والقدرة على إتقان فن الحوار، وتبادل المعلومات، وحرية التعبير، كما تقوي لديه حب المبادرات في المشاريع التنموية، وتحمّل المسؤولية، واتخاذ القرار، غير أن على الأطفال أيضاً ممارسة نشاطات جسدية مثل المشي، والجري، وركوب الدراجة، لأنها تساعد أجسامهم على النمو بشكل سليم.