وأضاف "لي" أنه توجد استخدامات للويب في أغراض بعيدة عن الأهداف التي كان يصبو لها.
وأوضح في مقال كتبه بصحيفة الغارديان، أنه بات قلقاً على اختراعه بعد 28 عاماً على تقديمه المقترح الأصلي لـ"الويب" الذي يحتاجه العالم يومياً، مشيرًا إلى أن هنالك فرق بين الويب والإنترنت.
ودعا إلى تغييرها لإنقاذ الشبكة العنكبوتية وتسخيرها لخدمة البشرية، وهي المتعلقة بالبيانات الشخصية، وانتشار المعلومات المضللة على الإنترنت، وانتشار الدعاية السياسية المضللة، وذلك من 3 أشياء في المقال الذي كتبه، وهي:
1- فقدنا تحكُّمنا في بياناتنا الشخصية
قال "لي": "نموذج العمل الحالي الذي تعتمده الكثير من المواقع يقوم على تقديم محتوى مجاني مقابل بياناتنا الشخصية، الكثير منا يوافقون على هذا (وإن كان هذا يحدث في كثير من الأحيان عبر قبول وثائق طويلة ومُربِكة تُدعى "شروط وأحكام الاستخدام")، ولكننا في الأساس لا نمانع جمع بعض المعلومات عنَّا مقابل الحصول على خدمات مجانية، لكنَّنا نُغفِل خدعةً تتم بحفظ بياناتنا في "الصوامع" (information silos)؛ إذ نخسر الفوائد التي كانت لتتحصَّل لو كنا نملك تحكُّماً مباشراً في هذه البيانات لنختار متى نشاركها ومع مَن. وعلاوةً على ذلك فإنَّنا محرومون عادةً من أية طريقة للتواصل مع الشركات لنُحدد البيانات التي نُفضِّل عدم مشاركتها، وخاصة مع أي طرف ثالث. إنَّ شروط وأحكام الاستخدام هي نصٌ يؤخذ كُلُّه أو يُترَك كُلُّه".
I invented the web. Here are three things we need to change to save it | Tim Berners-Lee https://t.co/2UNmvptjoW
— USuncutMN (@USuncutMN) March 13, 2017
2- من السهل للغاية انتشار المعلومات المُضللة على الويب
ويضيف: "اليوم، يحصل معظم الناس على الأخبار والمعلومات على شبكة الإنترنت عبر عدد قليل من الشبكات الاجتماعية ومحركات البحث. هذه المواقع تكسب المزيد من المال مع كل نقرة ننقرها على الروابط التي تُعرَض لنا، وتختار المحتوى الذي يظهر لنا وفقاً لخوارزميات تُطوِّر فهمها لنا من بياناتنا الشخصية التي تجمعها باستمرار، والنتيجة النهائية أنَّ هذه المواقع تعرض لنا المحتوى الذي تعتقد أننا سوف ننقر عليه، وهذا يعني أن المعلومات المُضللة، أو الأخبار الزائفة التي تُثير الدهشة، أو الصدمة، أو المُصمَّمة لتوافق انحيازاتنا المسبقة، يمكن أن تنتشر كالنار في الهشيم. وباستخدام علم البيانات وجيوش من البرمجيات الروبوتية (bots)، يستطيع ذوو النوايا السيئة التلاعب بالنظام لنشر معلومات مُضللة لتحقيق مكاسب مالية أو سياسية.
3- الدعاية السياسية على الإنترنت تحتاج إلى الشفافية والتفاهم
وفي النقطة الثالثة أكد "سرعان ما أصبحت الدعاية السياسية على الإنترنت صناعة مُتطورة. حقيقة أنَّ معظم الناس يحصلون على معلوماتهم من عدد قليل من المنصات، بالإضافة إلى تطوُّر الخوارزميات المتزايد باعتمادها على شلَّالات من البيانات الشخصية يعني أنَّ الحملات السياسية تُصمم الآن إعلانات مُوجَّهة إلى الأفراد كلٌ حسب تفصيلاته وسلوكه على الإنترنت، يجب علينا أن نكافح ضد تجاوز الحكومات في قوانين المراقبة، حتَّى وإن استلزم ذلك رفع قضايا في المحاكم ضد الحكومات. يجب علينا أن نكافح انتشار المعلومات المُضللة عبر تشجيع حُرَّاس البوابات الإعلامية (gatekeepers) مثل جوجل وفيسبوك على مواصلة جهودها لمكافحة هذه المشكلة، مع تجنب إقامة هيئات مركزية لتقرر ما هو "الصحيح" و"الخطأ".