وكانت الشيخة موزة بنت ناصر، والدة أمير قطر، قد زارت السودان، خلال الأيام الماضية، ونشرت صورة لها في أماكن أثرية عديدة من بينها الأهرامات البحراوية في السودان بمنطقة مروى التاريخية الأثرية، بصفتها عضو مجموعة مدافعة عن أهداف التنمية المستدامة التابعة للأمم المتحدة، وزارت خلالها ميدانية لمشاريع مؤسستي "التعليم فوق الجميع" و"صلتك".
ونسبت بعض المواقع تصريحات للشيخة موزة وهي بجوار الأهرامات، تقول فيها "السودان أم الدنيا"، ولكن بالرجوع لتلك التصريحات تبين عدم صحتها.
ونشرت الشيخة موزة تلك الصور عبر حساباتها الإلكترونية، في إشارة إلى إشراف بلادها، قطر، على ترميم الآثار السودانية.
ومنذ انتشار تلك التصريحات المغلوطة، بدأت حملة سخرية متبادلة بين الجانبين، والتي كان آخرها اتهام سفير السودان بمصر، عبد المحمود عبد الحليم، في تصريحات نقلتها شبكة "سي إن إن" الأمريكية قال فيها: "الإعلام المصري يشن حملة ممنهجة ضد السودان ويسخر من تاريخها".
وبالبحث عن أصول وجذور الأزمة، وجد أنها بدأت عندما نقل إعلامي مصري ادعاءات بأن الإعلام القطري وصف بأن أهرامات السودان أعرق من نظيرتها في مصر، ووصف الإعلامي تلك الاتهامات بـ"كلام رخيص"، قبل أن ينسحب الأمر إلى السخرية من الأهرامات السودانية برمتها.
وحظي هجوم الإعلامي المصري بانتشار واسع، ليدفع السلطات السودانية للتعليق رسميا عليها، على لسان وزير الإعلام والمتحدث باسم حكومة السودان، أحمد بلال عثمان، الذي قال في تصريحات نقلتها شبكة "سي إن إن" الأمريكية: "تلك التصريحات مسيئة إلى حضارة وآثار السودان".
وتابع عثمان، قائلا "تاريخيا معروف أن الأهرامات السودانية أقدم من نظيرتها المصرية بألفي عام، وأصلا فرعون وكلمة فرعون لها أصول سودانية وموجودة في القرآن الكريم".
وحاول الإعلامي المصري، خيري رمضان، تقريب وجهات النظر ونزع فتيل الأزمة، باستضافته في أحد القنوات المصرية السفير السوداني، عبد المحمود عبد الحليم، الذي هاجم التصريحات الإعلامية المصرية، وتصريحات أحد نواب البرلمان، مشيرا إلى أن بلاده ترفضها بجملتها.
ودافع عبد الحليم عن تصريحات وزير الإعلام السوداني، قائلا: "رغم عدم توفيقه فيها، لكني متفهم جدا لموقفه".