وتقبع 19 أسيرة فلسطينية من الأمهات في السجون الإسرائيلية، وذلك من بين 600 أسيرة فلسطينية في سجون "هشارون" و"الدامون".
فاطمة الزق إحدى الأسيرات المحررات في عام 2009، تروي لـ"سبوتنيك" واقع الأمهات الفلسطينيات في السجون الإسرائيلية، والحسرة والعذاب التي تغمرهن في المناسبات، خاصة مثل يوم الأم ويوم المرأة.
وتقول الزق، إن قلب كل أم في السجون يتقطع خاصة في شهر آذار من كل عام، لأنه يحمل في طياته مناسبات عدة خاصة بالمرأة، تستذكر فيها أسرتها وأبناءها وهم بين أحضانها ومجتمعين حولها.
وعن قصة ولادتها لطفلها يوسف داخل السجون الإسرائيلية ذكرت الزق أن "هذه التجربة كانت مرة وصعبة جداً، أن تضع الأم طفلاً جنيناً داخل السجون، فقد اُعتقلت وأنا في الشهر الأول من الحمل، وترعرع الحمل ثمانية أشهر السجن، بين العذابات وعمليات الإجهاض غير المباشرة من قبل السجان الإسرائيلي".
وأضافت، "مرحلة الولادة كانت صعبة جداً، فالولادة داخل غرفة يفصلها عن الجنود مجرد ستارة من قماش، ناهيك عن آلام المخاض والخوف من أنظار الجنود، مرحلة لا توصف من العذاب والخوف والألم".
وتابعت، "استمرت الولادة أربعة ساعات على يد طبيبة إسرائيلية تصرخ وتشتم في وجهي وتنعتني بأبشع الألفاظ، مع استمرار تقيد يداي وقدماي في سرير الولادة"، موضحةً أن حياة الأسيرات ضنكة في "القبور المظلمة" المسمية سجون، فكيف الحال بحياة طفل رضيع في هذه الأجواء.
وعن شعور الأسيرات في يوم الأم تحكي الزق حادثة فطرت قلبها حينما استضافت إحدى الفضائيات الفلسطينية أبناءها السبعة وهم يحملون باقات الزهور، ولافتات كتب عليها "كل عام وأنت بخير يا أمي"، مما زاد من شعور الاشتياق والحنين داخلها.
وشددت على أن المرأة الفلسطينية الأسيرة ورغم كل العذابات والشوق، تبقى دائماً متقدمة على هذه الجراح والألم، لأن أمامها هدف سامي تريد تحقيقه، فتبقى متميزة عن نساء العالم بصبرها وثباتها.
وأشارت إلى أن "طعم التحرير وعودة أبنائي إلى أحضاني شعور كان لا يوصف، أتمنى أن تعيشه كل أم أسيرة، ولا بد أن يأتي اليوم الذي تنزاح فيه الظلمة، ويتخلصوا من السجان المتجبر الذي يحيك لهم الظلم والعذاب في كل دقيقة".
وأردفت، "بعد أن تم تحريري من السجون الإسرائيلية، وجدت أبنائي الذين تركتهم أطفالاً قد أصبحوا رجالاً، واستطاعوا أن يحملوا الأمانة التي ربيتهم عليها، حب الدين والوطن، حيث استطاعوا أن يتغلبوا على بعدي بالصبر، وكانوا متميزين مثلما عهدتهم".
واعتقلت المحررة الزق على يد قوات الاحتلال الإسرائيلية عند معبر بيت حانون في 20 مايو/ أيار عام 2007 وأفرج عنها وتحررت في عام 2009 في صفقة "شريط الفيديو" بين حركة "حماس" والجيش الإسرائيلي، بعد بث حركة "حماس" شريط فيديو للجندي الأسير جلعاد شاليط أثبتت خلاله أنه ما زال على قيد الحياة.
من جانبه أفاد نادي الأسير الفلسطيني بأن إسرائيل تعتقل 19 أسيرة فلسطينية من الأمّهات في سجونها.
وأشار النادي في بيان صحفي بمناسبة يوم الأم تلقت "سبوتنيك" نسخة عنه، إلى أن السلطات الإسرائيلية تحرم بعض الأسيرات من زيارة عائلاتهن، فيما تضيّق على الأخريات، كما وتحرم الأسيرات الأمهات من الزيارات المفتوحة ومن تمكينهنّ من احتضان أبنائهن، إضافة إلى منع التواصل الهاتفي معهم وإرسال وتلقّي الرسائل المكتوبة.
وبيّن النادي أن "الأسيرة الجريحة عبلة العدم (46 عاماً)، من محافظة الخليل، هي أمّ لأكثر عدد من الأبناء بين الأسيرات، وهم تسعة، أصغرهم لم يكن يتجاوز الثلاث سنوات عند اعتقالها، فيما تحرم إسرائيل الأسيرة نسرين حسن (38 عاماً)، من حيفا، من زيارة أبنائها السبعة والذين يقطنون في مدينة غزة، وأصغرهم طفل كان يبلغ من العمر تسعة أشهر عند اعتقالها".