المحامية غادة مراد، النائب العام لسوريا، وأول امرأة دخلت السلك القضائي، ورئيسة لجنة التحقيق سابقاً في حادثة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري أكدت لـ"سبوتنيك" أن الكثير من المسلسلات الدرامية شوهت صورة المرأة السورية المكافحة التي تقف إلى جانب الرجل وليست تبعا له.
ولم تخف مراد عتبها الشديد على المراقبين والمسؤولين الذين سمحوا لهذه المسلسلات بأن تصور وتوزع في جميع الدول العربية والعالمية ويجب أن تكون الرقابة أكثر على هذه الأعمال، وأملت من جميع البنات أن يكن مكافحات وأن يثقن بأنفسهن وتكمل مسيرة السيدات السوريات القدامى.
أما هديل سليمان المتطوعة والناشطة في حقوق المرأة، فأوضحت لـ"سبوتنيك" أن تشويه صورة المرأة الشامية في بعض الأعمال الدرامية مرتبط بالحرب التي تتعرض لها بلادها التي تهدف إلى هدم المجتمع بدءاً من الأسرة لاسيما أن الأم هي أساس المجتمع.
وبينت سليمان أن هذه الأعمال شوهت صورة المرأة السورية وأظهروها على أن حقها مهضوم في البيت وتخانق الجيران، وصوتها مرتفع، وشجعوا على تعدد الزوجات، لذلك يجب إظهار الموروث اللامادي والحفاظ على صورة المرأة الحقيقية.
وأملت سليمان بإعادة ثقافة المرأة السورية في الأزمة ومعرفة همومها وأوجاعها وتشجيعها على أن تكون عنصر فعال.
وبينت مي عارف، مديرة فريق أزهر التطوعي، ضرورة إعادة إحياء الطقوس الاجتماعية التي كانت سائدة في مطلع القرن العشرين بدمشق التي تؤكد على أواصر المحبة والحميمية بين العائلات وطرح مشاكلهم الاجتماعية والإنسانية ضمن حفلات الاستقبال المرتبطة بالموروث النسائي، إضافة إلى التأكيد على دور المرأة في المجتمع، وتحفيز الأجيال الشابة من جديد ومساعدتها على تجاوز الأزمات.
وأكدت السيدة صباح المدني، لـ"سبوتنيك" أن بعض المسلسلات الدرامية شوهت صورة المرأة الشامية ضمن خطط ممنهجة تستهدف البلاد وتدمير الأسرة السورية، وما عرض في حلقات تلك المسلسلات لا ليس من صفات وطبع المرأة الشامية، بل هي الأم التي تناضل وتنتج وتعمل وتساعد زوجها وتقف إلى جانبه وتربي أولادها بشكل صحيح.
وأشارت المدني إلى أن السيدة السورية نجاح الساعاتي كانت أول طبيبة عربية منذ عام 1923، وتوفيت مؤخراً، إضافة إلى أديبات وشاعرات غيرها.
ولفتت السيدة أمل محاسن، إلى التعاون الذي يتم بين المتطوعات والجمعيات الأهلية من أجل الرد على المسلسلات التي أساءت للمرأة الشامية التي لا تليق بسيدات دمشق، في حين كانت النساء يجتمعن لتأمين جهاز كامل للراغبين بالزواج وليس لديهم القدرة المالية، كما لا يوجد فرق بين المولود البنت والذكر.
وأكدت محاسن أن المرأة السورية هي ملكة العالم ومهما حوربن ستبقى سوريا منتصرة برجالها ونسائها.
وأشارت بعض النساء لـ"سبوتنيك" إلى أنه خلال الحرب التي تعرضت لها سوريا كان لبعض النساء دورا سلبيا وقلدن ما حصل في بعض المسلسلات التلفزيونية المشوهة لصورة المرأة.