إعداد وتقديم ضياء إبراهيم حسون
يقول الدكتور أمير الساعدي:
إن العامل الإنساني هو الأخطر والأكثر تحديا أمام قيادة العمليات المشتركة العراقية والتحالف الدولي في عملية تحرير الموصل، والضربة التي نفذت في حي الموصل الجديدة كانت كارثة إنسانية، وأصابع الاتهام تشير إلى أنها كانت ضربة من التحالف الدولي، والأخيرة تقول أن المعلومات كانت مستقاة من استخبارات العمليات المشتركة العراقية، لكن عدم حساب إمكانية وقدرات "داعش" في استخدام الدروع البشرية وعدم التعاطي مع مسح دقيق وحقيقي للمنطقة المستهدفة فيما إذا تحتوي على مدنيين أم لا، وهل أن تنظيم "داعش" يحتمي بهؤلاء المدنيين أم لا، وكيف ستؤثر عملية إصابة الهدف، حيث لا توجد حسابات دقيقة لقدرة المقذوف الصاروخي في أحداث الضرر والانفجار في المنطقة المستهدفة، إضافة إلى أن الأخبار متقاطعة بين وجود صهريج مفخخ قرب الحي السكني المستهدف، قام تنظيم داعش بحشر الناس في تلك المنطقة، وعند إصابة الهدف عبر صاروخ التحالف الدولي انفجر الصهريج ما تسبب بإحداث ذلك الضرر بالمدنيين.
ذُكر لي شخصيا ومن خلال أحد مواطني الموصل، بوجود عناصر كثيرة من تنظيم "داعش" في الموصل الجديدة، يقومون بعملية الاختباء هناك بعد أن يخيم الليل، وبالتالي كانت المعلومة الاستخباراتية دقيقة، لكن عدم دقة المسح الاستخباري في قضية استخدام تنظيم "داعش" للدروع البشرية وقدرة التفجير الصاروخية أدى إلى سقوط هذا العدد من الضحايا. كما أن العمليات العسكرية لم تتوقف، كل ما هنالك إعادة تقييم فقط لطبيعة الأهداف المنتخبة وطريقة تعاطي القوات العراقية والتحالف الدولي مع تلك الأهداف والتأكيد على عدم استخدام الأسلحة الثقيلة في تلك الأحياء
يقول ذو الفقار البلداوي:
إن ما يدور اليوم في الجانب الأيمن من مدينة الموصل قد تكون معركة مشابهة لـ معركة الفلوجة قبل أشهر، حيث الجميع شاهد كيف استخدمت بعض وسائل الإعلام ذريعة وجود المدنيين والمطالبة بوقف العمليات لفتح ممرات أمنة بغية هروب تنظيم "داعش" بحجة وجود مجموعة من المدنيين، وبعد أن فتح الطريق هربت مجاميع تنظيم "داعش" ، حيث ظهر في حينها الرتل الكبير الذي صورته وسائل الإعلام ويضم 170 سيارة داعشية في صحراء الأنبار، وما موجود اليوم في الموصل مشابه لذلك الحدث في الفلوجة، لكن هناك معطيات مختلفة، حيث أن العمليات المشتركة بمختلف صنوفها قد أحاطت بجميع القرى التي يسيطر عليها تنظيم "داعش" ، والممرات مفتوحة فقط للمدنيين، واليوم يتم تضخيم موضوع الخطأ الذي قامت به طائرات التحالف الدولي سواء بتعمد أو غير تعمد الغرض منه لإثارة الرأي العام ومنظمات المجتمع الدولي على تواجد مدنيين وكيف يتم قصفهم لغرض القيام بفتح ممرات بحجة وجود المدنيين للسماح بتنظيم "داعش" الهروب إلى مدينة الرقة أو إلى كردستان، وبالتالي لن يتم القضاء على التنظيم مما يسمح له الظهور بزي آخر مستقبلا