الدرع الصاروخية الأمريكية في أوروبا والتي تشكل خطرا على الأمن القومي الروسي
لإلقاء الضوء أكثر حول حول ما تقدم استضفنا الأستاذ ميخائيل ريابوف الخبير في شؤون الشرق الأوسط من موسكو ومن دمشق السفير السوري السابق لدى أنقرة الدكتور نضال قبلان
وقد قال الأستاذ ميخائيل ريابوف فيما يخص سياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط في ظل الإدارة الجديدة.
"بداية أود أن أقول إن العامل الأهم الذي يؤثر علي السياسة الخارجية الأمريكية علي مستوى العالم بشكل عام وفي منطقة الشرق الأوسط خاصة كان وما زال بل سيبقى في أي وقت من الأوقات هو التوجه الاستراتيجي للإدارة الأمريكية من منطلق مصالح هذه الدولة الوطنية. وقد اتضح لنا اليوم من أقوال وأفعال الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب أنه مصمم علي إحياء الهيمنة الأمريكية علي العالم التي بدأت تفقد استقرارها في عهد الرئيس السابق باراك أوباما. ولذلك علينا أن نتوقع أن الرئيس الأميركي الجديد سيلتزم بضمان التواصل بين التوجه السياسي والعسكري الاستراتيجي الأمريكي في الماضي ومثيله في الحاضر. خاصة بالنسبة لمناطق العالم الأكثر أهمية من الناحية الجيوسياسية. بما في ذاك منطقة الشرق الأوسط. ويدل على ذلك بشكل قاطع ما قاله الرئيس دونالد ترامب في رسالته إلي الكونغرس الأمريكي يوم 1 مارس: "إن الولايات المتحدة على استعداد مرة أخرى لقيادة العالم. ما نشهده اليوم هو إحياء الروح الأمريكية. وأنصارنا سيدركون مجددا أن أمريكا أصبحت على استعداد لقيادة الأخرين. جميع شعوب العالم — سواء كانوا أصدقاؤنا أو أعداؤنا — ستشهد أن أمريكا قوية. وأمريكا تفتخر بما تعمل. وأمريكا حرة." ومما سبق ذكره نستطيع أن نصل إلى استنتاج فحواه أنه بالنسبة إلى المستوى الاستراتيجي ليس هناك وجه اختلاف بين السياسة الخارجية لإدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما والسياسة الخارجية لإدارة الرئيس الجديد الحالي دونالد ترامب وهذا أمر منطقي تماما بسبب أن التوجه الاستراتيجي لم ولن يطرأ عليه أي تغيير إلا عندما يطرأ التغيير علي الدولة نفسها بحكم كونها نظاما اقتصاديا اجتماعيا. وهذا ما لم تسمح به أي سلطة في العالم إلى الأبد. ولكن يوجد هناك وجه اختلاف علي المستوي التكتيكي بين السياسة الخارجية الأمريكية في عهد الرئيس أوباما والسياسة الخارجية الأمريكية في عهد الرئيس دونالد ترامب، وذلك فيما يتعلق بطريقة الحفاظ علي الهيمنة الأمريكية الذي تتمسك به كلا الادارتين".
الأمريكيون يريدون تقسيم العراق إلى ثلاث دويلات وسوريا إلى ثلاث أو أربع دويلات، ولبنان إلى ثلاث دويلات، وهكذا فهم دمروا ليبيا، ودمروا إلى حد ما أجزاء من مصر وخاصة في سيناء حيث زرعوا فيها هذا الإرهاب ومن ثم بدأؤوا ينمونه ويغذونه لتقويض الجيش المصري والدولة المصرية. ومن أوجد الإهاب لا يمكن أن يحاربه، ومن المضحك أن نسمع أن أردوغان يريد محاربة الإرهاب الداعشي، فهو أوجد داعش وهو من أدوات أمريكا الأساسية في هذه المؤامرة والحرب الكونية على سوريا وهو رأس الحربة، ولولا تركيا لما حدث في سوريا ما حدث.
كما قال الدكتور نضال قبلان: إن السياسة الأمريكية الخارجية لا ترتبط بأشخاص أو بشخص الرئيس، بل ترتبط باللوبيات وبشركات صناعة الأسلحة وبالشركات الاقتصادية الكبرى في أمريكا، وأي رئيس أمريكي هو عبارة عن واجهة للسياسات الخارجية التي تملى عليه.
نضال قبلان: روسيا تسير في مسارين متوازيين، تماما كالدولة السورية، المسار الأول هو مكافحة الإرهاب، وهذه حرب لا هوادة فيها ولا ترتبط بالمسار السياسي، والعملية السياسية التي بدأت في جنيف ومن ثم تطورت إلى أستانا والآن مستمرة في جنيف، وبالتالي السير في مسار المصالحات ومحاولة حقن الدماء بالتوازي مع ضرب البنية الأساسية للمكون الإرهابي وهو تنظيم داعش وجبهة النصرة وكل التنظيمات المتفرعة عنهما، وأعتقد أننا أمام شهر أو شهرين ساخنين جدا في سوريا، لأنه قبل الصيف يجب أن تحسم ميدانيا الخريطة الميدانية للتسريع في إطلاق عملية سياسية ناجزة في سوريا، والسياسة الأمريكية لا يمكن الرهان عليها لأنها سياسة متقلبة ومتذبذبة، وشاهدنا كيف تخلت أمريكا عن صدام حسين وعن القذافي وعن حسني مبارك وعن زين العابدين، أي أنه لا صديق ولا حليف لأمريكا، وحيث تقتضي المصلحة الأمريكية التخلي عن الأصدقاء والحلفاء يتم رميهم بلحظة ليتم بعدها استبدال هؤلاء بمن يخدم حسب وجهة النظر الأمريكية المشروع الأمريكي الصهيوني في المنطقة.
إعداد وتقديم: نزار بوش