هكذا كان مضمون ما قاله أستاذ الإعلام والتواصل في الجامعات المغربية الدكتور أحمد الدافري، في حديثه لبرنامج البعد الآخر بإذاعة سبوتنك، حول الحملة الإعلامية التي يشنها الغرب ضد روسيا، لسحب حقها في استضافة مونديال روسيا 2018.
وقال "الدافري" إن مجال الرياضة بالتأكيد هو مجال للاستثمار الإعلامي، لكن عندما يرتبط ما هو رياضي بما هو سياسي أو ما يمكن أن نسميه بالحملات الممنهجة، من أجل الإساءة إلى بلد من خلال مواقفه السياسية يجب أن نتساءل إلى أي حد ممكن أن يكون هذا الطرح في مصلحة الرياضة و مصلحة القيم النبيلة.
وأضاف أن "روسيا كما نعلم انطلاقًا من مؤهلاتها وبنيتها التحية وسياستها الرياضية عبر التاريخ من خلال رؤية واضحة بالتأكيد تكون مجالاً للمزايدات من عدد من البلدان، لذا ما يثار حول عدم قدرة روسيا على تنظيم كأس العالم 2018، ما هو إلا جملة من عمليات التشويش حتى ترتبك روسيا، وتوجه قدراتها نحو هذه السجالات وتنسى التركيز على ما هو أساسي وهو التنظيم الجيد والمحكم لهذه الفعالية وكل عاقل يعرف جيدًا الخلفيات السياسية وراء هذه الحملة التي لا يمكنه تصديقها".
وأكد "الدافري" أن المواقف الروسية إزاء مجموعة من الملفات التي يعرفها العالم، ربما هي التي تثير مجموعة من وسائل الإعلام، التي لها أجندات سياسية منحازة وتخدم مواقف سياسية لبلدانها.
وأشار "الدافري" إلى أن ردود الأفعال التي صدرت حول هذه الحملة طبيعية، فتاريخ روسيا في مجالات الرياضة والعلوم والفن والتكنولوجيا وغيرها لا يمكن أن يخفى على أي شخص سوي عقليا ومتفتح ذهنيًا ولا تنطلي إلا على بعض ضعاف الفكر والثقافة ولا دراية لديهم بتاريخ الماضي، ولا حتى ما يشهده العالم حاليًا من كون روسيا تعد من بين البلدان التي تساهم بشكل كبير في بناء الشخصية العالمية من خلال مشاركتها المستمرة في بناء الدول النامية، ودورها في الأمم المتحدة لذلك تجد حتى في الغرب جميع النخب تنظر بنوع من السخرية على مثل هذه الحملات فمن يستطيع أن يزايد على قدرة روسيا الأمنية والتكنولوجية لتنظيم مثل هذا الحدث العالمي.
وقال "الدافري" إنه "يجب على روسيا ألا تصمت تجاه مثل هذه الحملات حتى لا تكبر كرة الثلج وعليها أن ترد أولا بأول بالبلاغات والتقارير والبيانات، وهذه هي الطريقة المثلى للتعامل مع مثل هذه الحملات واعتبر الدافري أن التقرير الذي تحث فيه لجنة الشؤون الخارجية في مجلس العموم البريطاني الحكومة الإنجليزية على استغلال مونديال روسيا 2018، لتحسين العلاقات بين لندن وموسكو هو عين العقل ودعا الجميع أن ينحو مثل هذا المنحى.
من جانبه قال الناقد الرياضي الدولي محمد فتحي الشريف، إن ما تستند إليه هذه الحملة الإعلامية ضد روسيا من اتهام ضد المشجعين لا يجب الوقوف عنده كثيرًا لأن طبيعة المشجعين لرياضة كرة القدم واحدة في العالم كله، وكل ما يهم هنا هو التقارير الرسمية الصادرة من الاتحاد الدولي لكرة القدم الفيفا والتي أتت كلها إيجابية في حق روسيا، وروسيا قادرة بكل إمكاناتها الاقتصادية والثقافية أن تنظم هذا المونديال على أكمل وجه وأبدى الشريف تعجبه من الإعلام الغربي الذي يحاول أن يثير تحت أهداف سياسية أمورا غير منطقية.